ايد الرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس حصول تسوية مع القبارصة الاتراك غداة رفض المواطنين الذين يمثلهم، خطة كوفي انان لتوحيد الجزيرة، وقال: "لم نقل لا للحل .. بل لا لهذا الحل بالتحديد ولن نتخلى عن محاولة ايجاد الحل المثالي". وتوقع بابادوبولوس ان تساهم خطوة انضمام قبرص اليونانية الى الاتحاد الاوروبي السبت المقبل في الانفتاح على آفاق جديدة لانجاز التوحيد وتحقيق مصير افضل للقبارصة اليونانيين والاتراك معاً، وقال: "ليس التصويت السلبي نهاية الطريق وستكون هناك تتمة. وعندما سنقول نعم، سيصب ذلك في مصلحة القبارصة الاتراك". وأكد بابادوبولوس الذي انتقده الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة والولايات المتحدة لمعارضته خطة الاممالمتحدة، ان المستفيد الوحيد من التسوية هو تركيا. في المقابل، اتخذت الصحف القبرصية اليونانية الصادرة امس مواقف متناقضة من النتائج السلبية. ورأت صحيفتا "سيميريني" و"ماشي" اللتان دعتا الى رفض الخطة، ان القبارصة اليونانيين سجلوا انتصاراً امام تدخل القوى الاجنبية، فيما عبرت تلك التي ايدتها ومن بينها "اليثيا" و"بوليتيس" عن قلقها من "الغد" الناتج من رغبة اوروبا في مساعدة القبارصة الاتراك. من جهته، دعا رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية محمد علي طلعت الرئيس رؤوف دنكطاش المعارض لاعادة توحيد الجزيرة، الى الاستقالة، "اذ بدا جلياً انه لا يمثل وجهات نظرهم". ورد دنكطاش بأن "القضاء على خطة الاممالمتحدة الغى الاسباب كلها التي توجب استقالته. "والاهم انني حققت مرادي في الحفاظ على دولتنا". وأصرّ دنكطاش على ضرورة توقف العالم عن ممارسة الضغوط على القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين لإعادة توحيد الجزيرة، "كونه لن يحصل بين طرفين غير متجانسين". اليونان تتمسك بالتسوية وفي اليونان، اعلن الناطق باسم الحكومة ثيودوريس روسوبولوس ان البحث عن تسوية نهائية لمشكلة التقسيم سيتواصل بالتنسيق مع الحكومة القبرصية، التي نحترم قرار شعبها، وضمن اطار الاتحاد الاوروبي". اما الناطق باسم وزارة الخارجية اليونانية جورج كوموتساكوس فقال: "سنحاول اجراء مناقشة بناءة مع شركائنا من دون التحدث بنبرة مأسوية غير مفيدة". وفي تركيا، رأى وزير الخارجية عبدالله غل ان ال "لا" القوية التي اعلنها القبارصة اليونانيون خلقت وضعاً جديداً في قبرص يحتم رفع الاتحاد الاوروبي بالدرجة الاولى، العقوبات الدولية المفروضة على الجزء الشمالي. من جهته، ابدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعتقاده بأن التصويت السلبي للقبارصة اليونانيين سيضر بهم. أسف دولي شامل وفي اطار ردود الفعل الدولية، اسف الموفد الخاص للامم المتحدة في قبرص ألفارو دو سوتو لاضاعة القبارصة اليونانيين فرصة فريدة وتاريخية لحل مشكلة الانقسام. وهو تلا بياناً باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي انتقد عدم ادراك ايجابيات التسوية. والتزم انان في البيان بالسعي الى تسهيل الوضع الحرج الذي سيواجهه القبارصة الاتراك من دون ان يكون مسؤولاً عنه على صعيد عدم افادته من منافع الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واعلن دو سوتو ان المكتب الذي فتحه في نيقوسيا سيقفل ابوابه في الاسابيع المقبلة. من جهتها، ابدت الرئاسة الإيرلندية للاتحاد الاوروبي خيبتها لعدم تمكن قبرص موحدة من الحصول على عضوية الاتحاد، واضافت ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيبحثون اليوم في لوكسمبورغ مسألة فشل الخطة. اما الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا فأشاد ب"شجاعة" القبارصة الاتراك الذين وافقوا على الخطة، ورأى انهم تركوا نافذة مفتوحة على المستقبل والتوصل الى حل". وفي بيان نسب إلى ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية، أشادت الوزارة "بكل من صوت للسلام والمصالحة، وخصوصاً القبارصة الاتراك".