أكدت صحيفة بريطانية ان جنوداً بريطانيين في البصرة هاجموا وركلوا بالأحذية ثمانية من الشبان العراقيين بعد اعتقالهم ما أدى الى مقتل أحد الشبان بعد الضرب المبرح الذي تعرض له. وحضت منظمة العفو الدولية أعضاءها على الاحتجاج مباشرة لدى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شأن مصرع الشاب بهاء موسى وهو نجل عقيد في الشرطة العراقية، والمطالبة باجراء تحقيق مستقل ومحايد في عمليات التعذيب الواضحة للسجناء العراقيين في البصرة. وقال روبرت فيسك مراسل صحيفة "ذي اندبندنت" المخضرم في تقرير من البصرة، ان ضابطاً برتبة ميجر في مستشفى ميداني خارج المدينة العراقية ذكر ان أحد الشبان العراقيين الناجين من الهجوم والضرب بالأحذية عانى من "فشل كلوي حاد" نتيجة لذلك. وأوضح ان هذا الشاب تعرض أيضاً لكدمات حادة في أعلى البطن في الجانب الأيمن من الصدر، وكذلك الجزء الأعلى من ذراعه اليسرى وفي فخذ رجله اليسرى. وكشفت الصحيفة ان السلطات العسكرية البريطانية قدمت الى عائلة بهاء موسى مبلغ 8 آلاف دولار كتعويض بشرط عدم اعتبار القوات البريطانية مسؤولة عن وفاته، لكن عائلة هذا الشاب الذي كان يعمل موظف استقبال في احد الفنادق تعتزم رفع دعوى ضد وزارة الدفاع البريطانية. وأفادت انه تم تسليم جثمان هذا الشاب الى عائلته. وقالت ان آثار اللكمات غطت الجثمان وأن الأسرة لاحظت أيضاً كسر أنف الشاب عقب اعتقاله هو وسبعة من زملائه عل أيدي القوات البريطانية في البصرة، وتم اعتقالهم في سجن عسكري لمدة ثلاثة أيام. وذكر أحد هؤلاء الشبان الناجين ان الجنود قيدوا يدي بهاء موسى ووضعوا غطاء على وجهه ثم أوسعوه ضرباً بينما كان يتوسل اليهم برفع الغطاء عن وجهه لأنه لم يكن قادراً على التنفس. ولم تذكر الصحيفة أسباب اعتقال هؤلاء الشبان. وتفيد شهادة وفاة قدمتها القوات المسلحة البريطانية ان بهاء موسى توفي بسبب الاختناق. وأجرى فرع الجيش البريطاني المختص بالتحقيقات تحريات في ما بعد. وأبلغت وزارة الدفاع البريطانية الصحيفة أن السجلات الخاصة بهذا التحقيق لا تعطي الانطباع بأن التحريات انتهت. وعلى رغم ذلك تم الافراج عن جنديين بريطانيين تم اعتقالهما ولم توجه اليهما أي اتهامات. وخلف بهاء موسى طفلين بينما كانت زوجته البالغة من العمر 22 عاماً توفيت متأثرة بمرض السرطان قبل فترة قصيرة من اعتقاله على أيدي القوات البريطانية.