رفضت إسلام آباد أمس تقريراً لاجهزة الاستخبارات الاميركية افاد ان باكستان ساعدت عناصر من تنظيم "القاعدة" على شن عمليات في افغانستان في التسعينات واعتبرته "عارياً من الصحة". وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الباكستانية "انه تقرير عار من الصحة. الوثيقة بنفسها تقول ان المعلومات اولية. يبدو انه لا يستند الى ادلة دامغة"، مؤكداً في الوقت نفسه انه لم يتسلم بعد رسمياً التقرير. وكشفت تقارير لوكالة استخبارات الدفاع رفعت عنها السرية اخيراً ان باكستان ساعدت عناصر من "القاعدة" على اطلاق عملياتهم في افغانستان خلال التسعينات ووضعت في تصرف التنظيم معسكراً ضخماً للتدريب. وبحسب هذه التقارير التي اعدتها الوكالة في خريف 2001 ونشرت عنها نسخة منقحة اخيراً، فإن باكستان حاولت استخدام حركة "طالبان" و"القاعدة" لتعزيز نفوذها في افغانستان. وبحسب التقرير فإن القائد احمد شاه مسعود، زعيم مقاتلي "تحالف الشمال" المعارض لحركة "طالبان"، قد يكون قتل قبل يومين من هجمات 11 ايلول سبتمبر لأنه علم بمشاريع زعيم "القاعدة". وجاء في التقرير انه "من خلال الانشطة الاستخباراتية لتحالف الشمال، اطلع مسعود في شكل محدود على نيات بن لادن ... بتنفيذ عمل ارهابي ضد الولاياتالمتحدة على نطاق اوسع من الهجمات بالقنابل على السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، فبدأ يحذر الغرب". واغتيل مسعود في مقره في التاسع من ايلول 2001 في عملية انتحارية بواسطة آلة تصوير مفخخة ادخلها عنصران من "القاعدة" ادعيا انهما صحافيان عربيان. وحذرت وكالة الاستخبارات للدفاع الحكومة الاميركية من أن بعض العملاء الباكستانيين "يشجعون ويساعدون وغالباً ما يرافقون عرباً من الشرق الاوسط في افغانستان". وجاء في الوثائق ان باكستان اقامت معسكر تدريب لهؤلاء المقاتلين العرب قرب قرية زهاوا الافغانية قرب الحدود بين البلدين. ودمر الاميركيون هذا المعسكر في آب اغسطس 1998 اثر الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا، اللذين اسفرا عن 257 قتيلاً. وأوضحت الوكالة في احد التقارير ان المعسكر اقيم بتمويل من اجهزة الاستخبارات الباكستانية. غير ان جهود إسلام آباد لاحلال مصالحها بهذه الطريقة في افغانستان تعرضت لنكسة كبيرة، اذ فقد الباكستانيون في نهاية الامر السيطرة على حركة "طالبان" وعلى بن لادن، بحسب الوكالة الاميركية. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف نفى في مقابلة نشرتها صحيفة "ذي نيوز" الباكستانية أول من امس ان يكون الجيش الباكستاني اقام اتصالات مع متطرفين اسلاميين.