إنطلقت "عاصفة" الاطاحة بزعامة سائق فريق فيراري الالماني ميكايل شوماخر في بطولة العالم الحالية للفورمولا واحد والمستمرة منذ ثلاثة اعوام عبر احتكاره لقب السائقين ب "رياح" تغيير انظمة التجارب الرسمية على صعيد تقليص عدد اللفات وبالتالي ضمانات احتلال موقع جيد على لائحة الانطلاق، ووسعت اطار توزيع النقاط على اصحاب المراكز الثمانية الاولى على حساب المتصدر الذي بات يخضع لمعادلة الفارق الضئيل عن بقية منافسيه. واذ تقترب البطولة من محطة الحسم في الجولات الاربع الاخيرة والتي تشمل جائزة المجر الكبرى المقررة في 24 الجاري على حلبة بودابست، وإيطاليا الكبرى على حلبة مونزا في 14 ايول سبتمبر المقبل، والولاياتالمتحدة الكبرى على حلبة انديانا بوليس في 28 منه، واليابان الكبرى على حلبة سوزوكا في 12 تشرين الاول اكتوبر المقبل، تبلغ "العاصفة" ذروتها في تهديد انتزاع جذور تفوق شوماخر عبر "زوبعة" تحدي ثنائي شرس له يقوده سائق وليامس الكولومبي خوان بابلو مونتويا وسائق ماكلارين الفنلندي ميكي رايكونن اللذان يتخلفان عنه بفارق ست وتسع نقاط فقط على التوالي. ويمنح الخبراء شوماخر افضلية انتزاع لقب جائزة المجر الكبرى باعتباره احد اختصاصيي حلبة بودابست والتي حقق احد انتصاراته الاسطورية عليها عام 1998. وهي تشكل ايضاً الميدان الافضل لاستخلاص القدرات التقنية المتفوقة لسيارة البطل الالماني، فيراري، استناداً الى ميزات الانسيابية الجيدة والتوازن المثالي على المنعطفات، في حين تتمثل نقطة الضعف الوحيدة في عدم ضمان فاعلية اطارات بريدجستون التي تزود بها سيارات الفريق الايطالي بسبب الحرارة المرتفعة في هذه الفترة من العام، ما يوجب استخدامه عبقرية في معالجة هذه المشكلة. وتزول هذه الافضلية جزئياً في جائزة ايطاليا، على رغم احتضان حلبة مونزا معقل فيراري منافساتها، كون مسارها يمثل ساحة استعراض فعلية لسيارة وليامس بالدرجة الاولى بحسب معطيات التفوق الميدانية الحالية في ظل خلوه من المنعطفات السريعة والارتفاع المعهود لحرارة ارضه التي تجعل معايير الفوز في يدي الفريق البريطاني في ظل استخدامه إطارات ميشلان. ويتوقع ان يعرف شوماخر مصير المعاناة ذاته على حلبة انديانا بوليس التي تحتضن جائزة الولاياتالمتحدة حيث ستُطالب بريدجستون بإلحاح بتخطي عقبة تراجع الاداء الواضح امام ميشلان تحت تهديد خسارة لقبي السائقين والصانعين على السواء. اما حلبة سوزوكا اليابانية التي تستضيف منافسات جائزة اليابان فتجسد ميزتي توفير مسارها المتعة الاكبر حجماً لشوماخر وإلغاء تفوق اطارات ميشلان في معقل تطوير اداء اطارات بريدجستون، والذي لا يستبعد ان يتعزز عبر ظاهرة هطول الامطار التي اعتادت ان تواكب منافسات هذه الجائزة في الاعوام السابقة. حوافز لمونتويا تكتمل معطيات نجاح مونتويا في جائزة المجر التالية استناداً الى فورة نتائجه الجيدة اخيراً والتي قلبت معادلة الصراع على اللقب والمجبولة بأداء فني مميز وتقنية متكافئة. ويواكب هذا الواقع الايجابي احتمال تقويض اطارات ميشلان تفوق السرعة لدى فيراري. ويشمل الواقع ذاته ايضاً جائزة ايطاليا الكبرى، لكن في ظل ارتفاع سقف تهديد رالف شوماخر لمونتويا انطلاقاً من افادته من المعطيات التقنية ذاتها، علماً ان "شومي الصغير" امتلك ميزة استقرار نتائجه هذا الموسم مقارنة بمونتويا، الذي ظهرت لمسات ابداعه في السباقات الاخيرة. وأيضاً يتكرر الصراع الداخلي بين مونتويا ورالف شوماخر في جائزة الولاياتالمتحدة، والذي كان افضى الى حادث اصطدام نادر بين سائقين يدافعان عن ألوان فريق واحد في اللفة الاولى من سباق العام الماضي، بعدما تصدر مونتويا ترتيب الانطلاق مستفيداً من خبرته في احراز لقب سباق انديانابوليس الشهير في الكارت في السابق. ولا تُستبعد افادة مونتويا من حافز امكان تحوله الى السائق الاول في تاريخ رياضة السيارات الذي يجمع بين اللقب في بطولة الكارت ومنافسات الفورمولا واحد. وتتضاءل حظوظ فوز مونتويا الى الحد الادنى في اليابان بسبب اسقاط افضلية اطارات ميشلان، ما يرجح خوضه صراع مراكز المقدمة خلف "شومي الكبير" مع رالف ورايكونن والاسكتلندي دايفيد كولثارد. رايكونن يترقب وبالانتقال الى رايكونن، يتوقع معاناته في جائزة المجر من مشكلة افتقاد السرعة العالية في مواجهة سائقي فيراري ووليامس، وحتى امام سائقي رينو، في حين تستند معادلة نتيجته الجيدة في جائزة ايطاليا الكبرى الى وضع فريقه قيد العمل نموذج سيارة "ام بي 4-18" الجديدة من اجل تعزيز ناحية السرعة تمهيداً لصنع مفاجأة احراز اللقب. ويفتقد رايكونن حظوظ التألق كلياً في جائزة الولاياتالمتحدة، نظراً الى افتقاد النموذج الجديد او القديم لسيارته السرعة العالية على الطرقات المنبسطة، في حين يمكن ان يستفيد جزئياً من الحضور التاريخي الجيد لفريقه في جائزة اليابان، على رغم ان حلبة سوزوكا ليست المفضلة لديه بخلاف سائق الفريق السابق مواطنه ميكا هاكينن. وتبقى خلاصة تحليلات المراقبين في عدم استبعاد تساوي شوماخر ومونتويا في عدد النقاط في نهاية البطولة واللجوء بالتالي الى حسم اللقب عبر افضلية عدد الانتصارات والتي تصب حالياً في مصلحة الالماني الذي انتزع اربعة ألقاب حتى الآن في مقابل اثنين للكولومبي.