سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"تفكيك حزب الله يعني إيقاظ الغرائز الطائفية"... والاعتراف بالمجلس العراقي ورطة لم نقع فيها . الشرع يوجه انتقادات غير مسبوقة إلى إدارة بوش : الأعنف والأحمق ... وتظن قوانينها منزلة من السماء
وجه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع انتقادات غير مسبوقة الى ادارة الرئيس جورج بوش لأنها "الأعنف والأكثر حماقة" بين كل الادارات الاميركية السابقة، قائلاً ان المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان "اي قانون يصدر عن الكونغرس هو قانون منزل من السماء". وبعدما اكد ان "الضغوط الكبيرة" التي تتعرض لها سورية هي "الأقسى ربما منذ القرن السادس عشر"، اشار الشرع الى ان واشنطن تريد "خلق مشكلة بين سورية ولبنان لتحقيق فصل عضوي" بين البلدين، والى ان تفكيك "حزب الله" يستهدف "ايقاظ كل الغرائز الطائفية والدينية" وفتح الباب مرة اخرى لاسرائيل كي تتدخل في لبنان. ورأى ان اعطاء دمشق الشرعية ل"مجلس الحكم الانتقالي" في بغداد كان سيكون "اكبر خطأ في تاريخ السياسة السورية" لأنه لم يحصل الى الآن على "شرعية شعبية" في العراق. كان الشرع يتحدث في "لقاء صريح" مع الصحافيين السوريين لمناسبة عيدهم السنوي. وقبل ذلك استمع الى "هواجس" الصحافيين الذين عانوا "كثيراً من مشاكل شتى: من لقمة العيش الى حرية التعبير" قبل ان يجيب دفعة واحدة عليها لمدة ساعتين بدءاً بالقرار 408 الصادر عن قيادة "البعث" الحاكم وضروة فهمه في شكل صحيح "كي لا يفشل" لأن هدفه "اختيار الافضل" وتطبيقه "في شكل تدرجي"، وانتهاء ب"احتلال العراق" وموافقه سورية على "قرار يضع العراق تحت الانتداب"، الأمر الذي لم يكن ممكناً لولا "التغيير الهائل في العالم". وبعدما لاحظ الشرع ان الادارة الاميركية "تضع للمرة الأولى شروطاً" لدخول سورية في عملية السلام، اوضح ان ذلك يعني، اما ان واشنطن "لا تريد سورية في العملية"، او انها تريد "تصفية القضية الفلسطينية ولا تريد سورية شريكة" في ذلك. وزاد: "البقية ذرائع. الاتهامات لسورية تمارسها اسرائيل في شكل اكثر بعشرات المرات، من اسلحة الدمار الشامل الى الارهاب". وسئل الشرع عن امكان فصل المسارين السوري واللبناني، فأجاب: "المطلوب هو فصل عضوي بين البلدين، ليس زمنياً او اجرائياً، يتعلق بعملية السلام"، وان موضوعي ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب و"حزب الله" شأن لبناني، والحزب دخل "في النسيج اللبناني واثبت انه وطني يشعر بشعور عال من المسؤولية". وتساءل: "ماذا يعني تفكيك حزب الله؟" ثم أجاب: "فتح الباب مرة اخرى لاسرائيل كي تتدخل في لبنان وما يستتبع ذلك من ايقاظ كل الغرائز الطائفية والدينية" وصولاً الى الحرب الاهلية. وبعدما لاحظ وزير الخارجية السوري ان بلاده تتعرض ل"اقسى ضغوط خارجية منذ فترة طويلة، ربما منذ القرن السادس عشر"، قال ان الخطير في ذلك ان الذين يمارسون الضغوط لا يعرفون "مكوناتها"، بمن فيهم مساعد وزير الخارجية جون بولتون الذي اراد تقديم مداخلة تتضمن اتهامات لدمشق تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، في الجلسة التي كانت مقررة في الكونغرس لمناقشة مشروع "قانون محاسبة سورية" من دون ان يعرف ان دمشق دعت في مجلس الأمن الى جعل الشرق الاوسط خالياً من كل اسلحة الدمار الشامل. وكانت "الحياة" سألت الشرع اذا كان هناك "صراع" او "تيارات" داخل ادارة بوش حول كيفية التعاطي مع دمشق. وهو خاطب الصحافيين: "لاحظوا الاسم: قانون محاسبة. لو كان صادراً عن قوة الهية لكانت اكثر تواضعاً لأن الله غفور رحيم"، بينما يعتقدون في واشنطن ان اي قانون يصدر عن الكونغرس "منزل من السماء" بحيث ان واشنطن "لا تعترف الاّ به" مقابل تجاهل ل"الشرعية الدولية". وزاد ان ادارة الرئيس جورج بوش "استثنائية. ربما جاءت ادارات سابقة شبيهة بها، لكن ليست بهذا المستوى من العنف والحماقة" وان الخلاف بين تياري "الصقور" و"الحمائم" لا يتجاوز "درجة العنف" الممارس وتوقيت ممارسته، ملاحظاً ان اسرائيل "تلعب دوراً رئيسياً" في هذه التشريعات المتعلقة بالشرق الاوسط وسورية. وبعدما سئل اذا كان يمثل "خطاً متشدداً" داخل الادارة السورية، قال انه لا يعبر عن مواقف لا يرضى بها "السيد الرئيس بشار الاسد والشعب السوري". وزاد: "بصراحة لا يعجبهم الاميركيون الا من ينحني لهم. اذا لم تنحن لهم يشطبونك وتصبح خارج الدائرة". وكرر الشرع موقف بلاده من "خريطة الطريق" التي لا تتحدث عن المسارين السوري واللبناني، الامر الذي لا تقبله سورية "التي لا تقبل تهميش دورها" مع موافقتها على ما يوافق عليه الفلسطينيون، ومن "مجلس الحكم الانتقالي" القائم الموقف السوري على ان أمر قبوله او رفضه من شأن الشعب العراقي صاحب الحق باعطائه الشرعية. وقال: "تخيلوا لو اننا ورطنا وقبلنا هذا المجلس. ماذا يكون؟ ستكون اكبر خطيئة في تاريخ السياسة السورية" لأنه لم يحصل الى الآن على شرعية من العراقيين من دون ان يعني ذلك "ان لا نتعامل مع هؤلاء الناس" في المجلس لأن "التعامل شيء واعطاء الشرعية شيء آخر".