هل جاء الدور على الأفارقة كي يؤمركوا، بعد أن اطمأن الغول الأميركي الى أمركة العرب وقاطني الشرق الأوسط. هل حقيقة ما يشاع حول الاهتمام الأميركي المتزايد بالشأن الأفريقي وتحديداً بالثروات الأفريقية؟ ما الخانة التي سيختارها الأفارقة للتمركز، وقد شهدوا التجربة الأميركية العربية طوال عقد من الزمن بدأ باحتلال العراق، بصمت واستسلام عربيين منقطعي النظير واطماع أميركية في الزيادة؟ ما الذي تمثله دولة فقيرة كالسنغال أو أوغندا لأميركا، عندما يستهدفها جورج بوش، الى جنوب أفريقيا وبتسوانا ونيجيريا؟ ما القاسم المشترك بين تلك الدول وبين الغول الأميركي المعتدي؟ ما الذي يمكن أن يجمع بين رئيس الأميركان ورؤساء خمسة شعوب لا تريد من الرجل الأبيض الاستعماري إلا المغادرة والابتعاد، وتركها تخوض غمارها بمفردها، وبخالص ارادتها وتفردها بشأنها وشؤونها؟ فما سر الزيارة يا ترى؟ وماذا يخبئ الغول الأميركي للمارد الأفريقي؟ نعتقد ان التظاهرات الحاشدة التي عجت بها شوارع ومدن جنوب أفريقيا، وعواصم أوغندا والسنغال ونيجيريا، وسبقت الزيارة بأسبوع تقريباً، هي الرد الشعبي الحقيقي على هذه الزيارة المشبوهة، وحرق لما يحمله بوش في أجندته من شروط ومشارط لإنقاذ الإنسان الأفريقي، كما يزعم. لقد أكد الإنسان الأفريقي، مرة أخرى، أنه وعى حقيقة المرحلة الدولية الراهنة ومتطلباتها، كما فطن للنيات الاستعمارية المعاصرة التي تجيء، هذه المرة، بعلامة أميركية، يبدو انها مرفوضة بلا شروط. إرتريا - د. عثمان أرى عثمان