على وقع موسيقى فيلم "القيامة الآن" الذي يصور حرب فيتنام، أغارت القوات الأميركية في العراق أمس على منازل وأحياء في مدينة الرمادي 100 كلم عن بغداد بحثاً عن "فدائيي" صدام، فيما كان الشيعة ينظمون تظاهرات في العاصمة العراقية ضد الاحتلال، ويطالبون بمشاركة الحوزة العلمية في اختيار المجالس البلدية. واعتقل الجيش الأميركي ثلاثة من أعضاء "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم. وكانت قوات أخرى دهمت مكاتب حكومية مهجورة في حي الأعظمية في بغداد، إثر وشايات، واستولت على وثائق يعتقد بأنها تحتوي معلومات عن أسلحة الدمار الشامل. وفي رسالته الاذاعية الاسبوعية سعى الرئيس جورج بوش مجدداً الى تبرير فشل قواته في العثور على تلك الأسلحة في العراق، مشيراً الى احتمال أن تكون مواقعها نهبت. جاء ذلك بعدما توصل الديموقراطيون والجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي الى اتفاق لدرس "استقلالية" المعلومات الاستخباراتية التي استندت اليها إدارة بوش لتبرير قرارها شن الحرب على العراق. الكبيسي وفي حديث الى "الحياة" حمل رئيس "الحركة الوطنية الموحدة" العراقية الدكتور أحمد الكبيسي بعنف على الأميركيين، مشككاً في نيتهم تشكيل حكومة موقتة في بغداد. وزاد أن وعد أميركا باقامتها يشبه وعد اسرائيل بقبول دولة فلسطينية مستقلة و"كلاهما لن يحدث". واعتبر ان مقاومة الاحتلال هي الخيار الوحيد أمام الشعب العراقي، بسبب "الضغط وممارسات الأميركيين"، لافتاً الى أن هذه المقاومة "انطلقت من المناطق العربية السنية"، ومشدداً على أن "العراقيين السنة والشيعة في خندق واحد". وأعلن تأكيده ترشيح الدكتور عدنان الباجه جي وزير الخارجية السابق لرئاسة الحكومة الموقتة، محذراً من أن المقاومة للاحتلال ستنتهي "جماعية" وستؤدي الى "طوفان" في مواجهة الأميركيين راجع ص 3 و4. وفي اطار حملتها على المقاومة العراقية دهمت القوات الأميركية منازل في مدينة الرمادي، بحثاً عن خمسة عراقيين ينتمون الى "فدائيي صدام"، واعتقلت ستة أشخاص وضبطت أسلحة. ولم يعرف هل ينتمي المعتقلون فعلاً الى "الفدائيين" الذين تتهمهم واشنطن بأنهم وراء الهجمات على قواتها. دهم مكاتب حكومية ودهم حوالى 50 جندياً أميركياً مكاتب حكومية مهجورة في بغداد، وصادروا وثائق تحمل اختام الاستخبارات العامة وعبارتي "شخصي" و"سري للغاية"، ويعتقد انها تحتوي معلومات عن أسلحة الدمار الشامل العراقية. وسلمت الوثائق الى مسؤولين في الاستخبارات الأميركية لتحليلها، وعثر الجنود أيضاً على عشرات من الصناديق المليئة بالملفات، واجهزة كومبيوتر وآلات لتمزيق الورق. وبدا أن عناصر الاستخبارات الذين كانوا يستخدمون المكاتب حاولوا التخلص من بعض الوثائق، أو أن لصوصاً هاجموا المكان، إذ امتلأت الأرض بالأوراق وترك بعض الخزانات والصناديق مفتوحاً. الى ذلك، تتردد في بغداد على نطاق واسع روايات عن عمليات قتل وتصفيات ضحاياها من المتعاونين مع النظام العراقي السابق. وتسود مخاوف من أعمال استئصالية مروعة، قد تودي بحياة عشرات الآلاف. وأفيد ان الأخ غير الشقيق لصدام حسين، سبعاوي ابراهيم التكريتي موجود في اسبانيا.