وقع الرئيس الاميركي جورج بوش قانون ثالث اكبر خفض ضريبي في تاريخ الولاياتالمتحدة أمس واعداً بتخفيف الاعباء عن ملايين من دافعي الضرائب في غضون اسابيع، لكنه قلل من فرص انتعاش سريع لنمو الوظائف قبل انتخابات الرئاسة السنة المقبلة. وعلى رغم ان بوش سخر في البداية من حجم التخفيضات الضريبية التي يتضمنها مشروع القانون والتي تبلغ 350 بليون دولار واصفاً اياها بانها ضئيلة، الا انه عاد واعتبرها خطوة على الطريق نحو تغييرات دائمة وربما جوهرية في سياسة الضرائب. وقال بوش وهو يوقع القانون في حفلة تبرز اهمية الاقتصاد لحملة اعادة انتخابه: "هذا التشريع يضيف وقوداً الى انتعاش اقتصادي". واضاف ان القانون الجديد سيؤدي الى زيادة فعلية في اجور العمال الاميركيين ابتداء من الشهر المقبل، وان شيكات تصل قيمتها الى 400 دولار لكل طفل سيتم ارسالها الى 25 مليون اسرة ابتداء من تموز يوليو المقبل. وبينما قال بوش ان البلاد تسير "على الطريق نحو ايجاد المزيد من الوظائف"، الا انه نبه الى ان "زيادة الوظائف تحدث تدرجاً". وكانت حفلة التوقيع التي اقيمت في القاعة الشرقية في البيت الابيض على النقيض من البيان المقتضب الذي اصدره البيت الابيض في هدوء يوم الثلثاء الماضي، معلناً اكبر زيادة على الاطلاق للسقف القانوني للدين القومي للولايات المتحدة. ويخفض قانون التخفيضات الضريبية الحد الاقصى للضرائب على حصص ارباح الاسهم والمكاسب الرأسمالية الى 15 في المئة حتى سنة 2008 ويعجل تخفيضات ضرائب الدخل. كما يتضمن 20 بليون دولار للولايات الاميركية واعفاءات ضريبية للشركات ويمهد الطريق امام الأسر للحصول بسرعة على شيكات تصل الى 400 دولار لكل طفل. وقال الديمقراطيون الذين عارضوا صفقة خفض الضرائب انها تصب في مصلحة الاغنياء وتزيد الدين القومي المتضخم بالفعل فضلا عن تضخم العجز في الموازنة الاتحادية ايضاً الى مستويات قياسية. وعلى رغم ان التخفيضات الضريبية التي يتضمنها القانون تقل عن نصف الاقتراح الاصلي لبوش، الذي كان يدعو الى تخفيضات ضريبية قيمتها 726 بليون دولار، الا ان البيت الابيض وصف الصفقة النهائية بانها نصر. وهذا ثالث اكبر تخفيضات ضريبية في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد تلك التي اقرت في عهد الرئيس الاسبق رونالد ريغان في عام 1981 والتخفيضات التي اقرت في عام 2001 العام الاول لولاية بوش. وقال البيت الابيض ان صفقة التخفيضات الضريبية تبرز التزام بوش بدعم الاقتصاد الضعيف، وقدر ان اكثر من 135 مليوناً من دافعي الضرائب سيستفيدون منها وانها ستخلق اكثر من مليون وظيفة. وقال الجمهوريون حتى قبل توقيع القانون انهم يستعدون للجولة المقبلة من التخفيضات الضريبية. وما زال بوش ومؤيدوه يريدون الغاء الضرائب التي يدفعها حملة الاسهم عن حصص ارباح اسهم الشركات والغاء الضرائب العقارية. وتكهن الجمهوريون بان بوش سيقترح تخفيضات ضريبية جديدة في كل عام يبقى فيه في السلطة. وقال خبير اقتصادي ان بوش قد يضع في نهاية الامر نظاماً ضريبياً تعفى فيه المدخرات والاستثمارات من الضرائب. وأضاف: "اننا نعبر هذا النهر في خمس او ست قفزات بدلاً من قفزة ضخمة واحدة".