شدد الرئيس الايراني محمد خاتمي على حاجة المنطقة الى "الاستقرار والأمن"، موضحاً ان هذا الأمن "يتحقق في ظل التضامن والتلاحم والاحترام المتبادل بين دول المنطقة، والعمل الجماعي من أجل تحقيق التنمية والنمو". ودعا خاتمي في كلمة ألقاها في المنامة خلال جلسة المحادثات الرسمية مع الجانب البحريني برئاسة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الى "الاستفادة من الدروس التي شهدتها المنطقة خلال العقدين المنصرمين من أزمات وتوترات". وأوضح ان المنطقة "شهدت حربين، وكانت ايران مبتلية بحرب لثماني سنوات، بالاضافة الى دولة الكويت التي تعرضت للغزو". وأعرب عن أمله بعد سقوط نظام صدام حسين بأن "يعمل الجميع لتمكين الشعب العراقي من اقامة حكم يمثله، وكي يعيش العراق بأمن وسلام مع جيرانه". واستدرك الرئيس الايراني ان "دول المنطقة تستطيع مجتمعة أن تحقق الأمن والاستقرار بنفسها، وسياستنا هي سياسة إزالة التوتر والعمل لتحقيق الانفراج". ودعا الى "السلام المبني على العدالة، بما يؤدي الى الأمن والاستقرار". ووصف خاتمي العلاقات البحرينية - الايرانية بأنها "تمثل نموذجاً يحتذى به، لكل دولة تريد أن تقيم علاقات طيبة، وأن تتعايش مع الآخرين". وأضاف ان "الرغبة المشتركة للعاهل البحريني وللحكومة الايرانية في التعايش مع كل الدول، مهدت الأرضية الملائمة لتحقيق الأهداف المنشودة والتطلعات". وذكر أن البلدين "سيشهدان مرحلة جديدة من العلاقات" من خلال توقيع اتفاقات، منوهاً بالاستقبال الذي لقيه من الملك ورئيس الوزراء والشعب البحريني، اطفالاً ورجالاً ونساء اصطفوا لاستقباله على الطريق المؤدية الى المطار. وعبر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته عن سروره بزيارة الرئيس الايراني التي "تقترن بانجاز اتفاقات التعاون بين بلدينا الجارين المسلمين في كل المجالات، بما يؤكد تصميمنا المشترك على تعزيز الشراكة في التنمية والازدهار، في هذه المنطقة الحيوية من العالم، والتي تمثل قبل كل شيء ملتقى الاخاء والحوار في عالمنا الاسلامي بين كل أطرافه، وكذلك مع سائر الأديان والثقافات، وهي تطلعات نبيلة لشعوبنا الشقيقة، يتطلب تحقيقها ترسيخ الأمن الجماعي والاستقرار الشامل في كل أنحاء الجوار، بما من شأنه بناء جسور الثقة المتبادلة". وخاطب ملك البحرين ضيفه الرئيس خاتمي قائلاً: "ان ازدهار الجارة المسلمة ايران رصيد ايجابي لأشقائها، ولفخامتكم في ذلك دور وعلامات مضيئة، كما ان ازدهارهم رصيد لها، وعلى هذا الأساس تجتمع كلمة المسلمين في كل أوطانهم ويعلو شأنهم". وأبدى الجانبان اهتمامهما البالغ بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وازالة كل أسباب التوتر. وسيوقع خلال زيارة خاتمي البحرين في نهاية جولته العربية، اتفاق أمني لمكافحة مهربي المخدرات والتهريب الجمركي والاتجار بالمتفجرات والأسلحة والذخائر، ومكافحة الجريمة المنظمة، كما ستوقع وثائق للتعاون في الملاحة البحرية والشؤون الثقافية والجمارك والثروة السمكية، ومذكرة تفاهم بين وكالتي الأنباء الايرانيةوالبحرينية. ومعروف أن العلاقات بين البلدين شهدت بعد الثورة في ايران اشكالات وتوترات دامت سنوات، الى أن حصلت انفراجات واسعة في عهد الملك حمد بن عيسى والرئيس خاتمي. وزار الأخير في جولته لبنان وسورية واليمن.