يسعى "مصنع الامارات للحديد والصلب" الى استثمار نحو 2.5 بليون درهم 681 مليون دولار أميركي، لرفع طاقته الانتاجية الى نحو 800 الف طن سنوياً من نحو نصف مليون طن من حديد التسليح الخاص بالبناء. وأشار ناطق باسم المصنع المقام على مساحة 700 الف متر مربع في منطقة المصفح على مسافة 35 كيلومتراً تقريباً شمالي مدينة ابوظبي، الى ان الزيادة ستستخدم لسد حاجات السوق المحلية من حديد التسليح، والتي يتوقع ان ترتفع الى نحو مليوني طن سنوياً خلال السنوات القليلة المقبلة من نحو 1.2 مليون طن حالياً، وذلك بسبب النهضة العمرانية التي تشهدها الدولة. وقال في حديث لوكالة "رويترز"، أمس الأحد، ان الاستثمارات الجديدة ستوجّه لانشاء مصهر حديث يمكّن المصنع من انتاج مادة البيليت، وهي المادة الخام التي يتم استيرادها حالياً لانتاج حديد التسليح بمقاساته المختلفة. وأضاف ان المصنع الذي انشىء بطاقة انتاجية مقدارها 500 الف طن سنوياً، بدأ انتاجه عام 2001 بمعدل 250 ألف طن من حديد التسليح، وان الانتاج ارتفع الى نحو 350 ألف طن العام الماضي. وأوضح انه يتم تسويق انتاج المصنع، الذي تملكه حكومة أبوظبي ممثّلة ب"المؤسسة العامة للصناعة"، في صورة أساسية لتغطية حاجات السوق المحلية، فيما يتم تصدير جزء الى أسواق دول الخليج والشرق الأوسط ودول شمال افريقيا. وأشار الناطق الى وجود مصانع حديد اخرى في الامارات يراوح انتاجها بين عشرة آلاف و50 الف طن سنوياً. إلا انه أوضح ان "مصنع الامارات للحديد" هو الأكبر من حيث الحجم والقدرة الانتاجية. وينتج المصنع حديد التسليح للبناء حسب المواصفات الانكليزية والأميركية من قياسات تراوح بين 10 ميللمترات و32 ميللمتراً وبطول 12 متراً وربطات وزن كل منها طنان، باستخدام التكنولوجيا المتطورة من شركتي "اس ام اس" و"سيمنز" الألمانيتين. ويتم استيراد المواد الخام حالياً من كل من اوكرانيا وتركيا والبرازيل ومصر، بالاضافة الى كميات من الخردة يعاد تصنيعها لانتاج حديد التسليح، ويتم استيرادها من دولة قطر التي تحصل عليها من عدد من الدول. من جهته، رحب ناطق باسم "الاتحاد العربي للحديد والصلب" بزيادة انتاج مصنع الامارات، مشيراً الى ان صناعة الصلب العربية تعد "ركناً أساسياً للتنمية الاقتصادية في الدول العربية أياً كانت مرتبتها الصناعية"، وذلك على رغم المشاكل التي واجهتها هذه الصناعة في الأعوام القليلة الماضية، بسبب انخفاض الأسعار الناجم عن إغراق الأسواق من قِبل بعض الشركات الأجنبية. وقال الناطق في اتصال هاتفي أجرته معه "رويترز": "ان كل إضافة الى صناعة الصلب تساهم في زيادة الانتاج في الدول العربية تعتبر عملاً مهماً يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية وتوفير المزيد من الوظائف للعمال العرب. كما انها ستساهم في تقليل الاعتماد على المنتجات الأجنبية وايجاد الصناعة العربية التي تلبي الحاجات المحلية". ولفت الى ان استثمارات القطاع الخاص في صناعة الحديد والصلب، خصوصاً المنتجات الطويلة، "زادت في الدول العربية في شكل ملحوظ" خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث انها تعدت 75 في المئة من إجمالي الاستثمارات في هذه "الصناعة المهمة". وقال ان انتاج الصلب في الدول العربية وصل الى نحو 13.7 مليون طن في عام 2000، بزيادة أربعة ملايين طن عن مستوى الانتاج في 1997، حيث كان نصيب المنتجات الطويلة التي تشمل حديد التسليح من هذا الانتاج نحو 81 في المئة. وأضاف انه تمت إضافة طاقات انتاجية جديدة خلال السنوات الاخيرة بلغت نحو ثلاثة ملايين طن اخرى، حيث يتوقع ان يصل الانتاج الى ما يزيد على 21 مليون طن خلال السنتين المقبلتين. ويساوي الدولار 3.67 درهم.