جددت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" ممثلة بقطاع المعادن تأكيدها على أن سياستها كانت ولا زالت مبنية على الحفاظ على استقرار السوق وتخفيف آثار تقلبات الأسعار وتبعاتها على المستهلك المحلي، نافية في الوقت ذاته علمها بأي تكتل من المصانع المحلية يهدف إلى رفع الأسعار وتقليص الحد ما بين فروقات تكلفة الإنتاج وقيمة البيع. وأشار نائب الرئيس التنفيذي للمعادن بشركة "سابك" المهندس عبدالعزيز بن سليمان الحميد في تصريح ل"الرياض" أن السوق المحلية لحديد التسليح تتأثر بما يطرأ حولها من أحداث وتقلبات إقليمية وعالمية، وينعكس ذلك على ميزان العرض والطلب، لذا تقوم الشركة برصد كافة التغييرات التي قد تؤثر على ميزان العرض والطلب، ويشمل ذلك رصد كميات حديد التسليح التي يتم استيرادها ومصادرها. وكانت "الرياض" قد رصدت أنباء من عدة مصادر تشير إلى عزم عدد من مصانع الحديد المحلية مخاطبة وزارة التجارة والصناعة من أجل النظر في فك تثبيت أسعار حديد التسليح والنافذ منذ منتصف 2009م، وذلك بعد أن شهدت المواد الأولية ارتفاعاً خلال الأشهر الأربعة الماضية، وعلق الحميد على ذلك بقوله "لا توجد هناك أي اتصالات بين شركة سابك وأي من المصنعين المحليين فيما يتعلق بأسعار حديد التسليح المحلي أو بكميات الإنتاج، حيث تقوم (سابك) بالعمل بكافة طاقاتها لتلبية الطلب المتزايد على حديد التسليح والحفاظ على توازن السوق". وأضاف "تستورد بعض المصانع المحلية كافة احتياجاتها من الحديد الخام من مناطق مختلفة كالبرازيل والسويد وغيرها لعدم وجود مصادر محلية لهذه المادة، وشهدت أسعار خام الحديد ارتفاعات متتالية منذ عام 2003م حين زاد الطلب العالمي على منتجات الحديد، حيث تتحكم ثلاث شركات عالمية كبرى بما يقارب 73% من الإنتاج العالمي والمتبادل تجارياً، أضف إلى ذلك أن أسعار حديد الخردة شهدت زيادة في الوقت الراهن، ومع ازدياد الطاقات الإنتاجية قريباً، سيزداد الأمر سوءاً، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار المحلية لحديد الخردة، وكذلك اضطرار بعض المصانع المحلية إلى استيراد كميات أكبر بأسعار عالمية أكثر بكثير مما هي عليه الآن"، وحول حجم الإنتاج والطلب على المستوى المحلي أوضح الحميد أن إجمالي إنتاج حديد التسليح يقارب 6.4 ملايين طن متري تستحوذ "سابك" على حصة تقدر بنحو 52% بإنتاج 3.4 ملايين طن متري، في حين يبلغ حجم الطلب المحلي نحو 8 ملايين طن متري. وبرصد "سابك" الدوري رصدت استيراد ما يقارب 940 ألف طن متري من حديد التسليح ولفات الأسلاك في عام 2010م، في حين بلغت كميات المستورد حتى شهر مايو للعام الحالي ما يقارب 500 ألف طن متري من مصادر مختلفة أهمها تركيا، مصر، الإمارات العربية المتحدة وقطر. وأشار الحميد إلى أن عددا من المصانع المحلية قد سبقت إعلان الحكومة عن عدد من المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية والإسكان وغيرها بعمل توسعات لطاقاتها الإنتاجية من حديد التسليح، مضيفا "سابك ستضيف ما يقارب مليون طن من كتل الصلب، و500 ألف طن متري من حديد التسليح عن طريق شركة سابك ممثلة بشركة حديد، مما سيرفع الطاقة الإنتاجية لحديد التسليح ما يقارب 4 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2012م، كما أنه من المتوقع دخول طاقات إضافية أخرى في الأعوام 2012 و 2013 عن طريق المصانع المحلية الأخرى، وتقدر تلك الطاقات الإضافية بما يقارب المليون طن متري سنويا من حديد التسليح".
