رفع أمس عدد من المثقفين العرب بياناً يندّد بالحرب التي تزمع الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفاؤها شنها على العراق. وحمل البيان عنوان: "لا للحرب الأميركية على العراق"، وجاء فيه: "بعد أكثر من عقد من مأساة الشعب العراقي، وامتثال سلطته الرسمية الى كل مطالب هيئة التفتيش التابعة للأمم المتحدة، تستعد الولاياتالمتحدة لشن هجوم عسكري شامل على العراق، متذرعة ب"نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية"، ومدفوعة بغايات معروفة مغايرة. فغايات هذا العدوان السافر، الذي رفضته دول الجامعة العربية وشعوب كثيرة، هي وضع اليد الأميركية على النفط العراقي، والعبث بمستقبل العراق ووحدته الوطنية والجغرافية، ودعم تصورات اسرائيلية تجدد المأساة الفلسطينية التي لا تنتهي. يرتكن العدوان الأميركي الجديد، في حال غير مسبوقة في العالم العربي، الى مبدأ تغيير الأنظمة السياسية بالقوة، كما لو كانت الولاياتالمتحدة بديلاً عن حكومات المنطقة وشعوبها وبديلاً أيضاً عن جامعة الدول العربية. وفي الوقت الذي تقدم واشنطن على فعلها العدواني رافعة شعارات: "الديموقراطية" و"محاربة الارهاب" و"تدمير أسلحة الدمار الشامل" المفترضة، تجتهد، بلا مواربة، في تدعيم ترسانة الأسلحة الإسرائيلية الهائلة، التي تهدد العرب جميعاً. ولا تقتصد في مباركة إبادة الشعب الفلسطيني المتواترة بأدوات اسرائيلية مختلفة. إن الهجوم الأميركي على العراق دونما مبرر، وتجاهل الإرادات العربية والعالمية الرافضة له، يجعلان من القوة العارية مبدأ للسياسة العالمية ومرجعاً لها، بما يُفضي الى انتصار القوي وهلاك الضعيف وتنصيب الولاياتالمتحدة بديلاً فعلياً كاملاً عن الأممالمتحدة، الأمر الذي ينتهي - لزوماً - الى فرض السيطرة الاسرائيلية على المصائر العربية، بسبب التحالف الأميركي - الاسرائيلي، الذي ازداد في زمن ادارة بوش الابن توطداً وفي شكل يصعب التمييز بين سياسة الطرفين. إننا كمثقفين عرب ندين الهجوم الأميركي على شعب العراق، ونرى فيه اعتداء على الأمة العربية كلها، بقدر ما نرفض "مبدأ تغيير الأنظمة العربية بقرار أميركي"" ذلك أن هذا التغيير، مهما كانت أسبابه، هو من حق الشعب العربي، لا من حقوق غيره. ومن الموقعين: نزيه أبو عش، وليد اخلاصي، سماح إدريس، سهيل إدريس، محمد جمال باروت، شوقي بزيع، أشرف بيومي، حيدر حيدر، أحمد الخميسي، فيصل درّاج، طلال سلمان، نبيل سليمان، جمال شحيد، أنيس صايغ، نبيل عجان، عبدالرزاق عيد، يمنى العيد، جمال الغيطاني، مي مصري، عبدالرحمن منيف، رزق الله هيلان، نجاح واكيم.