يسلم مجموعة من المثقفين ورجال الاعمال السعوديين اليوم السفارة الاميركية في الرياض رسالة موجهة الى الرئيس الاميركي جورج بوش يؤكدون فيها رفضهم للحرب الاميركية "غير العادلة" على العراق. وذكر بعض الموقعين على هذه الرسالة من المثقفين السعوديين ل"الحياة" ان معظم من وقع عليها هم من وقعوا على وثيقة الاصلاحات التي رفعوها الى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قبل اقل من شهرين. ووصفت الرسالة من وقعوا عليها "بأنهم مجموعة من المثقفين السعوديين والمهنيين الذين يمثلون التنوع الديني والسياسي والاجتماعي للمواطنين السعوديين". ومن بين الموقعين على الرسالة المفكر المعروف الدكتور تركي الحمد والمحلل والكاتب السياسي الدكتور خالد الدخيل، وعلي الدميني ومحمد العلي والدكتور متروك الفالح، ومحمد سعيد الطيب وصالح الشيحي وعبدالمحسن الخنيزي ونجيب الخنيزي وعبدالمحسن هلال. وجاء في الرسالة التي حملت عنوان "نداء سعودي من اجل ايقاف الحرب على العراق": "نحن الموقعين أدناه مجموعة من المثقفين السعوديين والمهنيين... نكتب اليكم للتعبير عن اهتمامنا وقلقنا العميقين حول الهجوم الوشيك الذي يبدو أنكم ستقومون به تجاه العراق وشعبه. وهذه الحرب غير العادلة لا تجد تبريراً لها على الصعيد الاخلاقي وستكون لها كلفة انسانية وبيئية واقتصادية عالية. ونشعر بأنه من المهم ان يفهم الأميركيون ان المجتمع السعودي في تنوعه يبدي قلقه واهتمامه حول الطريقة التي تعالجون بها القضية العراقية. السيد الرئيس لن تدمر حربكم غير العادلة العراق فحسب، ولكنها ستتسبب في مشاكل لجوء ومتاعب اقتصادية وجوع بالاضافة الى عدم الاستقرار السياسي. في الوقت الذي يساند فيه الموقعون على هذا الخطاب الاصلاحات والديموقراطية لكل البشر في كل البلدان فإنهم يعارضون بشدة استخدام القوة واشعال فتيل الحرب لبلوغ هذه الأهداف. فهذا يشكل بالنسبة لنا خرقاً كاملاً للديموقراطية نفسها. ونحن نقابل بالدهشة تهديداتكم باستخدام اسلحة الدمار الشامل لإزالة اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. ونجد في الوقت نفسه ان دعوتكم المستمرة من اجل تغيير النظام في العراق ليكون اساساً للتغيير في كل المنطقة أمراً مربكاًَ، نحن نرفض تماماً هذا التصور حيث ان الشعب في كل بلد هو السلطة الاخلاقية لمثل هذا التغيير. سيادة الرئيس نحن نعارض تهديدكم المستمر بالعمليات العسكرية على نطاق العالم، وننتقد سياستكم الخارجية الهادفة للعسكرة والتي تشتمل على الحرب والعنف وحشد الاسلحة العسكرية والعمل على عدم استقرار الحكومات واسقاطها باستخدام الوسائل السياسية والاقتصادية والسرية واخيراً يا سيادة الرئيس فإننا نود ان نشير الى ان ادارتكم والادارات الاميركية السابقة كانت انتقائية بصورة متسقة في ما يتعلق بتطبيق قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة، فقد كانت دولة اسرائيل بارعة في احتقار إرادة المجتمع الدولي برفضها لعشرات القرارات الصادرة عن الاممالمتحدة وبالاحتلال غير المشروع لأراضي شعب آخر وبالمذابح المستمرة للفلسطينيين وبامتلاكها لترسانة ضخمة من اسلحة الدمار الشامل... يا سيادة الرئيس يقود الظلم الى الارهاب، فيجب قبل ان تمضوا في طريق مشروع حربكم ضد العراق بأن تحسبوا بدقة تكلفة كل ذلك، كما تشير الى ذلك المبادئ المسيحية، اننا نحثكم على ذلك وربما تنتصر في الحرب لكننا شديدو الثقة في انكم ستخسرون معركة جعل هذا العالم في مكان افضل، ونحن ايضاً واثقون للغاية من ان خطتكم العسكرية ستواجه بعاصفة من المشاعر العدائية تجاه الولاياتالمتحدة في كل أرجاء العالم قاطبة". وكانت مجموعة اخرى تضم نحو 200 من المثقفين والكتاب ورجال الاعمال والفنانين والموظفين الكبار في السعودية، وقعت على بيان مناهض للحرب الاميركية على العراق تم فيه انتقاد سياستي الحكومتين الاميركية والبريطانية والاعراب عن القلق "تجاه الفوضى التي ستسببها الحرب الاميركية - البريطانية على العراق التي تخطط لاحتلال العراق والاستيلاء على ثرواته واتخاذه قاعدة للتوسع في المنطقة". ونوه البيان بمواقف فرنسا والمانيا وروسيا والصين ودول عدم الانحياز المعارض للحرب ولغزو العراق وطالب بعدم استخدام اراضي اية دولة عربية لتحقيق اهداف تتنافى مع السيادة العربية ومصالح الامة وامنها".