أعلن مصدر قريب من الأممالمتحدة في بغداد أمس ان العراق سلم رئيس لجنة "انموفيك" هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس وثائق "اضافية" عن تسلحه النووي والبيوكيماوي. وذكر ان العراقيين سلموا المفتشين السبت وثائق كان متوقعاً ان تدرس أمس. وعقد بليكس والبرادعي جولة ثانية من المحادثات مع وفد عراقي بقيادة اللواء حسام محمد أمين رئيس هيئة الرقابة الوطنية العراقية المكلفة التنسيق مع المفتشين، واللواء عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة. وقال بليكس بعد الجولة الأولى التي استغرقت أربع ساعات ونصف ساعة السبت ان المحادثات كانت "جوهرية جداً"، وسيقدم والبرادعي تقريراً الى مجلس الأمن في 14 شباط فبراير الجاري، وفي حال انتقد التقرير بغداد يمكن أن يبدأ العد التنازلي لغزو العراق. وأفاد مسؤول عراقي ان بليكس والبرادعي التقيا نائب الرئيس طه ياسين رمضان على مأدبة غداء، قبل الجولة الثالثة من المحادثات، علماً أنهما سيغادران بغداد اليوم. وخففت بغداد تشددها الاسبوع الماضي، وسمحت للمفتشين للمرة الأولى باستجواب العلماء من دون حضور مسؤولين عراقيين. لكنها لم تقدم تنازلات في ما يتعلق بتحليق طائرات الاستطلاع "يو 2"، مؤكدة انها لا يمكن أن تضمن سلامتها في الوقت الذي تحلق الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية في منطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراقوجنوبه. وتناول بليكس والبرادعي مساء السبت العشاء في أحد مطاعم بغداد مع وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أمين والسعدي. وأشارت الصحف العراقية في صفحاتها الأولى باقتضاب الى وجود رئيسي المفتشين في بغداد من دون أي تعليق. وتحدثت صحيفة "العراق" عن "محادثات فنية" في حين اكتفت "الجمهورية" بالاشارة الى وصولهما، وعنونت "القادسية": "انعقاد الجولة الأولى من المحادثات مع الأممالمتحدة في بغداد". عالم بيولوجي يرفض لقاء المفتشين الى ذلك، أفاد الناطق باسم المفتشين هيرو يواكي أمس ان عالماً بيولوجياً عراقياً رفض السبت لأسباب اجرائية لقاء الخبراء الدوليين. وأوضح أن العالِم قبل استجوابه على انفراد من قبل لجنة "انموفيك" لكنه "لم يقبل اجراءات المقابلة التي لم تتحقق في النهاية". واجريت السبت مقابلة على انفراد بين عالم عراقي ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد الناطق ان العالم "مهندس في الكيمياء" استجوب ساعتين ونصف ساعة حول "سلسلة طويلة من المسائل الفنية". وأشارت وزارة الخارجية العراقية أول من أمس الى مقابلة بين مفتشي الوكالة و"متخصص عراقي"، موضحة ان المقابلة دامت ساعتين ونصف ساعة "على انفراد في فندق في بغداد". وكانت هذه خامس مقابلة مع عالم عراقي يجريها المفتشون خلال ثلاثة أيام. وتمكنوا الخميس للمرة الأولى من استجواب عالم بيولوجي، في حين اجريت الجمعة ثلاث مقابلات على انفراد. وطلب المفتشون منذ استئناف مهماتهم في العراق في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي استجواب 15 عالماً على انفراد، لكنهم كانوا يطالبون بحضور ممثلي هيئة الرقابة. وتؤكد بغداد التي تتهمها واشنطن بالضغط على العلماء، انها تشجعهم على اجراء المقابلات على انفراد، ولكن ليس بامكانها اجبارهم على ذلك. وتفقد المفتشون أمس مدرسة ابتدائية في بغداد، وكانوا زاروا السبت مواقع في بغداد وضواحيها، وفي الموصل. وأوضح ناطق عراقي ان فريقاً تابعاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية زار منطقة الدورة جنوببغداد حيث اجرى مسحاً اشعاعياً لمصفاة نفط الدورة، وشركة "النصر العظيم" ووحدة عسكرية تابعة للدفاع الجوي، وثلاث مزارع اهلية، فيما زارت مجموعة ثانية منطقة مجمع الجادرية ونصبت جهازي فلتر هواء، لأخذ عينات من الهواء، وتفقدت شركة 17 نيسان في العاصمة. وتفقد فريق كيماوي تابع للجنة "انموفيك" مشروع ماء الرشيد، فيما زار فريق بيولوجي موقع مخازن جرف النداف 25 كلم جنوببغداد التابع لشركة "ما بين النهرين العامة للبذور"، وموقع تنقية البذور التابع لمنظمة الطاقة الذرية العراقية. وأكد الناطق في بيان ان فريقاً آخر فتش مطبعة العمال المركزية التابعة للاتحاد العام لنقابة العمال، ومعهدي التحرير والأمين ومركز المعتصم التابع لهيئة التصنيع العسكري، ومديرية حماية البيئة وروضة قطر الندى العائدة لوزارة التربية. وأشار الى ان الفريق "جمد الحركة في هذه المواقع وفتشها جميعاً باستثناء بعض الأبنية التي لم تتوافر لها المفاتيح، ووضع اللواصق عليها لتفتيشها في اليوم التالي" أمس. وزار فريق من "انموفيك" المعهد التقني التابع لهيئة التعليم التقني في الموصل، وعقد اجتماعاً مع عميد المعهد وفتش كل المرافق.