رفض ثلاثة علماء عراقيين ان يتم استجوابهم على انفراد من جانب المفتشين الدوليين، ما أدى الى تأجيل الاستجواب ورفع حدة التوتر بين المفتشين وبغداد التي اتهمتهم ب"محاولة ارضاء واشنطن". وفيما واصل المفتشون نشاطهم تواصلت الاحتجاجات العالمية ضد الحرب المتوقعة على العراق وانطلقت من لندن امس اول قافلة غربية من المتطوعين لتشكيل "دروع بشرية" في حال هجوم على العراق. رفض ثلاثة علماء عراقيين ان يتم استجوابهم على انفراد من جانب خبراء نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة كان مقرراً امس، ما أدى الى تأجيل الاستجواب. واكد اللواء حسام محمد امين، رئيس ادارة الرقابة الوطنية العراقية المكلفة التنسيق مع المفتشين الدوليين، ان العلماء الثلاثة طلبوا ان تتم عمليات الاستجواب بحضور ممثلين عراقيين الامر الذي رفضه المفتشون الدوليون. وأضاف أمين: "جاء العلماء في الوقت والمكان المحددين غير انهم لم يقبلوا ان يتم استجوابهم في غياب شهود او مراقبين. ورفضت لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك ذلك وتم بالتالي تأجيل عمليات الاستجواب". ولم يوضح اللواء امين المكان الذي كان سيتم فيه الاستجواب. وكانت وزارة الخارجية العراقية اعلنت في بيان ان ادارة الرقابة الوطنية العراقية تلقت طلبات من "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستجواب ثلاثة علماء، وقال ناطق باسم الوزارة ان ادارة الرقابة الوطنية "أبلغت العلماء شخصياً وشجعتهم" على اجراء المقابلات، من دون ان توضح اذا كان العلماء وافقوا على ذلك، مضيفاً ان العراق حض العلماء على ذلك عملاً بالبند السابع من الاعلان المشترك الصادر في 20 كانون الثاني يناير الذي يلتزم العراق بموجبه بتشجيع علماء على الموافقة على استجوابهم على انفراد. ولم يطلب المفتشون، على رغم إلحاح واشنطن، استجواب علماء عراقيين في الخارج، وهو اجراء نص عليه قرار مجلس الامن 1441 لمجلس الامن الدولي الذي شدد اجراءات التفتيش. من جهة اخرى اتهمت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي نجل الرئيس العراقي صدام حسين، رئيس لجنة "انموفيك" هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، اللذين صرّحا بأن العراق لا يتعاون بشكل كافٍ، ب"محاولة ارضاء الولاياتالمتحدة" ودعتهما الى "اصلاح موقفهما". وزار مفتشو لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية امس خمسة مواقع بينها "شركة القعقاع العامة" التابعة لهيئة التصنيع العسكري والتي تقع على بعد 50 كلم من بغداد جنوباً، والمختصة بصناعة اجزاء الصواريخ قصيرة المدى، وزارها المفتشون مراراً منذ عودتهم الى العراق. كما زاروا جامعة القادسية في مدينة الديوانية وشركة نفط الشمال في مدينة الموصل الى جانب موقع متخصص بالصواريخ في مدينة الموصل نفسها. وفي تطور منفصل، تواصلت بغداد التظاهرات والمسيرات الشعبية المندّدة بالولاياتالمتحدة، ونظّمت الهيئات والمنظمات الفلسطينية العاملة على الساحة العراقية تظاهرة امس الى سفارة قطر في بغداد حيث سلّمت مذكرة موجهة الى امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بخصوص وجود القوات الاميركية في قطر. وفي الناصرة، تظاهر نحو 1500 عربي اسرائيلي امس السبت احتجاجاً على ضربة عسكرية اميركية محتملة ضد العراق. كما تظاهر امس نحو عشرة آلاف شخص في كولونيا غرب المانيا، غادرت لندن امس اول مجموعة من المتطوعين الغربيين لتشكيل "دروع بشرية" في مواجهة اي هجوم على العراق.