أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ان ما تعهدت الكويت تقديمه الى العراق خلال مؤتمر مدريد الأخير في حدود 500 مليون دولار، وابلغ اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة البرلمان امس ان الكويت كانت صرفت بليون دولار مساعدات للعراق منذ آذار مارس الماضي وان المبلغ اقتطع من موازنة الطوارئ الخاصة التي حصلت عليها الحكومة عشية الحرب، ونفى اتهامات نواب قالوا ان المبلغ صرف "من غير سند قانوني". وأعلنت الخارجية في بيان ان الكويت لن تتخلى عن ديونها للعراق. وكان مؤتمر مدريد أعلن ان الكويت تبرعت ب1.5 بليون دولار، ويفهم من توضيحات الشيخ محمد للنواب امس ان هذا الرقم يتضمن ما سبق ان قدم من مساعدات طبية وغذائية ومياه واجهزة توليد الكهرباء واجهزة اتصالات، وغيرها من منح عينية ونقدية في الشهور الستة الماضية بما تصل قيمته الى بليون دولار ويصبح الرقم الباقي في حدود 500 مليون، وكان الاعلان في مدريد عن حجم المساعدات الكويتية اثار انتقادات فورية من نواب اعتبروا ان الالتزام غير قانوني لأنه لم يصادق عليه البرلمان. وقال الشيخ محمد للصحافيين امس ان لجنة تشكلت برئاسة وزير المال "لبحث كيفية وأولوية انفاق هذا المبلغ 500 مليون دولار بما يعود بالنفع على الشعبين العراقيوالكويتي". واشار الى ان الكويت ستشارك في مؤتمر الدول المجاورة للعراق الذي يعقد في دمشق السبت المقبل، وقال ان "استقرار العراق ضرورة لنا وله انعكاسات مباشرة على الأمن في الكويت والمنطقة، وصار استقرار العراق حتمية من حتميات المرحلة ونحن لن نبخل بأي جهد لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن". وقال انه سمع من اعضاء اللجنة البرلمانية تأييداً ودعماً لسياسة الحكومة في شأن العراق. ونفى بشدة صرف أموال خلافاً للضوابط القانونية والدستورية، وقال ان الصرف على مساعدات العراق تم من موازنة الطوارئ التي لها أبواب معروفة وواضحة "ولم يصرف فلس واحد خارج ما تم الاتفاق عليه واقراره"، واشار الى جهات عدة تدير المساعدات للعراق ولن يقتصر أمر ذلك على الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية. الى ذلك، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب محمد الصقر ان وزير الخارجية شرح للجنة تفاصيل ما دار في مؤتمر مدريد للدول المانحة، لكنه اضاف ان اللجنة لم تبحث معه الوضع القانوني للالتزامات التي اعلنت عنها الحكومة. وسبق اجتماع اللجنة اجتماع مع وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري الذي أجاب عن اسئلة النواب الكويتيين حول الأوضاع في العراق والسياسة الخارجية العراقية الآن، وقال للصحافيين هناك انه لم يبحث خلال زيارته الحالية للكويت موضوع المساعدات التي تعهدت تقديمها. وامتدح العلاقات "الأخوية". وقال ان "استقرار العراق هو استقرار للكويت". ورداً على سؤال عن موقف مجلس الحكم العراقي من مؤتمر الدول المجاورة للعراق الذي يعقد في دمشق واسباب عدم دعوة المجلس اليه قال زيباري: "لا أعرف ما إذا كانت الدعوات وجهت أم لا، لكن سيكون لنا موقف من ذلك". وأعلنت وزارة الخارجية في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية ان "الديون الكويتية على العراق قائمة وليس هناك أي توجه لإسقاطها"، مؤكدة ان الكويت "تتعامل مع هذه المسألة وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن". وكان الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر دعا الكويت والسعودية الى اعادة النظر في ديون العراق المترتبة عن حرب الخليج.