استبقت السلطة الفلسطينية محادثات الوفد الفلسطيني في واشنطن وحمّلت إسرائيل مسؤولية فشل الاجتماع الامني الذي عقد ليل الاربعاء - الخميس، مشيرة الى ان المسؤولين الاسرائيليين وضعوا "شروطاً جديدة" وتراجعوا عن اقتراحهم الانسحاب من بيت لحم. الا ان اسرائيل قلّلت من شأن الخلافات، مشيرة الى تحقيق "نتائج ملموسة" خلال الاجتماع. راجع ص 3 و 4 و 5 وفي هذه الاجواء، بدأ الوفد الفلسطيني امس زيارة رسمية لواشنطن تتضمن محادثات مع مستشارة الرئيس للامن القومي كونداليزا رايس ثم مع وزير الخارجية كولن باول. ويتوقع ان تركز المحادثات على مطالبة الفلسطينيين ببذل جهد اكبر لكبح الناشطين ومواصلة الاصلاحات الامنية والادارية. وقبل اللقاء، صرح رئيس الوفد الدكتور صائب عريقات بان "البديل لعرفات هو الفوضى... الناشطون ينتشرون في كل حي وربما... يتنافسون في ارسال مزيد من الانتحاريين الى اسرائيل". وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قال ان المحادثات ستتناول مسائل جوهرية، منها سبل استئناف التعاون الامني واحراز تقدم على صعيد الحوار السياسي. وكان الفلسطينيون خرجوا من اللقاء الامني مساء اول من امس مستائين مما وصفوه "شروطاً جديدة" وضعها المفاوضون الاسرائيليون الذين رفضوا الانسحاب من بيت لحم حسب خطة "غزة اولاً" التي عرضها وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر على الجانب الفلسطيني الاثنين الماضي. وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات ان الشروط الاسرائيلية الجديدة "يستحيل قبولها او حتى تنفيذها"، فيما قال الامين العام لمجلس الوزراء احمد عبدالرحمن انها "تعني ان يشن الفلسطينيون حرباً أهلية". وعزا مساعد الرئيس الفلسطيني محمد دحلان فشل اللقاء الامني الى "تراجع الاسرائىليين عما تم التفاهم عليه في وجود بن اليعيزر بالانسحاب من قطاع غزة وبيت لحم، وارادوا الانسحاب من قطاع غزة اولا، الامر الذي رفضناه بالمطلق". وقال ل"الحياة" عبر الهاتف من عمان حيث التقى وزير الخارجية مروان المعشر، انه كان يفترض بموجب التفاهم "وضع جدول زمني سريع للانسحاب من كل مدن الضفة" في اعقاب الانسحاب من غزة وبيت لحم. ولفت الى ان الاسرائيليين "فوجئوا اثناء الاجتماع برفضنا ما طرحوه على رغم انهم كانوا يتوقعون ان نقبل في اعقاب الحملات العسكرية الاخيرة". وتوقع "عدم حلول الهدوء والاستقرار في المنطقة لان الاسرائىليين يريدون تجزئة كل شيء"، مشدداً على انه "لا يوجد أفق سياسي، ولا نية اسرائيلية جادة بالعودة الى التهدئة". وجاءت اللهجة الاسرائيلية مغايرة للموقف الفلسطيني، اذ نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن بن اليعيزر قوله ان "الاجواء كانت ايجابية" في الاجتماع، كما نقلت عن اوساط امنية رفيعة قولها ان اسرائيل تصر على بدء تطبيق خطة بن اليعيزر في غزة أولا "حيث ما زال بمقدور الاجهزة الأمنية الفلسطينية فرض النظام والأمن"، لكنها لا تغلق الباب امام امكان تنفيذها في بيت لحم ايضاً.