غداة صدور تقرير الاممالمتحدة الخاص بالاحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين، شن الجيش الاسرائيلي عملية واسعة النطاق في نابلس قال انها تهدف الى "القضاء على بنية حماس". وتزامن ذلك مع تسريع الحكومة الاسرائيلية تنفيذ سياسة العقاب الجماعي في حق أهالي الانتحاريين، لجهة هدم المنازل والابعاد الى غزة، وسط ارتفاع عدد الشهداء الى خمسة. وفيما اعلن الناطق باسم الجمعية العامة للامم المتحدة يان فيشر ان الجمعية تعقد جلسة استثنائية الاثنين للبحث في التقرير المتعلق باحداث جنين، اعلن المسؤول في "حماس" عزيز الرنتسي انه لا يمانع في قيام ابنه البالغ من العمر 22 عاما بتنفيذ عملية انتحارية، في رد على قيام اجهزة الامن الاسرائيلية بتوزيع شريط جاء فيه ان زوجة الرنتيسي ام محمد رفضت قطعا ان يرتكب ابنها عملية انتحارية خلال محادثة هاتفية مع رجل قدم نفسه على انه احد اعضاء "حماس". وافادت انباء اسرائيلية ان رئيس الحكومة ارييل شارون يعتزم لقاء وزراء فلسطينيين او ما اسماهم ب"قيادة بديلة" من اجل البحث في خطته ل"تسوية مرحلية ممتدة"، في حين شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لدى لقائه الرئيس جورج بوش على ضرورة انهاء الازمة في الاراضي الفلسطينية "سياسيا وانسانيا والبدء بخطوات لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية" من اجل "قطع الطريق امام اعداء السلام". وفي الوقت الذي واصل الجيش تصعيد عملياته ضد الفلسطينيين، اعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ارجاء اجتماعات واشنطن من الاثنين الى الخميس بطلب من الجانب الفلسطيني ل"اسباب فنية". وكان يفترض ان يجتمع الوفد الذي سيضم، الى عريقات، وزيري الداخلية اللواء عبد الرازق اليحيى والتجارة والاقتصاد ماهر المصري، مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الرئاسة الاميركية لشؤون الامن القومي كونداليزا رايس. وجاءت الحملة العسكرية في نابلس وسط انباء اسرائيلية تحدثت عن تغيير في موقف بوش من "طرد" الرئيس ياسر عرفات وعائلات الانتحاريين الى غزة، اذ اشارت اذاعة الجيش ان القيادة السياسية في تل ابيب على اطلاع على "التغيير" في الموقف الاميركي من هاتين المسألتين اللتين كانتا موضع خلاف بين واشنطن وتل ابيب. من جانبه، لخص الجيش الاسرائيلي اهداف حملته العسكرية التي استهدفت المدينة القديمة في نابلس ب"القضاء على بنية حماس" العسكرية والتنظيمية وتدمير "مختبرات الاسلحة" واعتقال "مطلوبين". وقال شهود ان القوات والآليات العسكرية التي حشدت للعملية تفوق في حجمها تلك التي استخدمت في عملية "الجدار الواقي" اواخر اذار مارس الماضي. واستشهد خلال عملية الاقتحام الفلسطينيان نعمان زلوم ورائد العمد، فيما دمر الجيش منزل ابراهيم العطاري. وفي سياق سياسة معاقبة اهالي الانتحاريين او الناشطين، قررت اسرائيل ابعاد الفلسطينييْن عبد الناصر عصيدة وكفاح العجوري، وهما شقيقا "مطلوبيْن"، الى غزة نهاية الاسبوع الجاري، ما لم توافق محكمة عسكرية على الالتماس الذي تقدم به الشابان ضد القرار. وكانت المحكمة التأمت امس للبحث في الالتماس، الا انها ارجأت اتخاذ قرار الى جلستها غدا. كذلك هدم الجيش منازل ثلاث عائلات في نابلس والخليل وطولكرم قال انها منازل اهالي اما "مطلوبين" او "انتحاريين". في غضون ذلك، لاقى تقرير الاممالمتحدة الخاص بمخيم جنين انتقادات شديدة من منظمات حقوقية دولية، اذ وصفته منظمة "هيومن رايتس ووتش" بانه "منحرف كليا"، فيما اعتبرته منظمة "العفو" الدولية بانه "ليس كاملا" ودعت الى "تحقيق معمق على الارض". وكانت واشنطن تجنبت اعلان موقف من التقرير الذي وصفته بانه "يتحدث عن نفسه"، فيما اعتبرت باريس ان التقرير حرص على ان يكون "منصفا قدر الامكان" خصوصا ان اسرائيل لم تسمح لأي من فرق الاممالمتحدة بزيارة المخيم.