نيودلهي - "الحياة" - في خطوة ترتدي أهمية استثنائية في ضوء العلاقات الحالية بين الهندوس والمسلمين وبين الهند وباكستان، اختارت الهند أمس عالماً مسلماً هو الدكتور عبدالكلام 71 عاماً رئيساً للجمهورية. وسارع المراقبون الى التحذير من المبالغة في تفسير هذا الخيار لافتين الى ان عبدالكلام معروف في الإعلام باسم "رجل الصاروخ" نظراً للدور الذي لعبه في الاشراف على تطوير الترسانة الصاروخية للهند. راجع ص 8 وبموجب الدستور يعتبر منصب الرئيس في الهند رمزياً الى حد كبير فالصلاحيات الفعلية منوطة برئيس الوزراء. لكن التجارب أظهرت ان سمعة صاحب المنصب قد تعطيه ثقلاً يتجاوز حدود صلاحياته. وعبدالكلام هو ثالث مسلم يتولى الرئاسة في الهند. ولد عبدالكلام في عائلة فقيرة في ولاية تاميل نادو جنوب شرقي الهند. ويقول الذين عرفوه في صغره انه كان شديد الذكاء وقوي الإرادة. وتميز عن أقرانه في تلك الفترة بولعه الشديد بالمطالعة إذ كان يقرأ أي كتاب يتمكن من الوصول اليه. أمضى عبدالكلام عمره يعمل في الظل وفي برنامج احيط بالسرية على مدى سنوات. وقفز اسمه الى الواجهة حين تردد أنه أشرف على التفجيرات التي أعلنت رسمياً، قبل أربعة أعوام، انضمام الهند الى "النادي النووي". وبسبب دوره هذا يحظى الدكتور عبدالكلام باحترام واسع في الأوساط العلمية وداخل المؤسسة العسكرية والأمنية. فاز عبدالكلام بأكثرية ساحقة في مواجهة المرشحة الشيوعية لكشمي ساغال 87 عاماً التي نالت 10 في المئة من أصوات الهيئة الناخبة. وبدا واضحاً ان رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي لعب دوراً حاسماً في ترجيح كفته. ورأى ديبلوماسيون في نيودلهي ان فاجبايي الذي يقود حكومة من الهندوس المتشددين سعى باختياره عبدالكلام الى طمأنة الأقلية المسلمة.