مدريد - "الحياة" - يطغى هاجس الارهاب على السياسات التي تتبعها الدول الغربية وخصوصاً الاوروبية منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي. وتتصدر هذه القضية، الى جانب موضوع الهجرة والمهاجرين جدول اعمال القمة الاوروبية التي ستعقد الخميس والجمعة المقبلين في مدينة اشبيلية على رغم انها لم تكن بين نقاط مشروع الرئاسة الاسبانية للاتحاد خلال كانون الاول ديسمبر الماضي. ويحتل موضوع مكافحة الارهاب جزءاً كبيراً من الصفحات التسع التي قدمتها اسبانيا للجنة الاوروبية. وبعدما وافق مجلس وزراء الداخلية والعدل على "الامر الاوروبي الموحد للاعتقال والتسليم"، قرر تكثيف عمليات التنسيق بين شرطة دول الاتحاد من اجل "مكافحة الارهاب وتقوية التعاون بينها لحماية السكان من الاخطار النووية والاشعاعية والجرثومية والكيماوية". وعلى رغم ان الاوروبيين يعرفون ان بعض هذه الاخطار يصعب حدوثه لعدم امتلاك الارهابيين التقنيات التي تخولهم استخدامه، الا ان اوروبا تريد ان تحافظ على مستوى معين من الحماية الامنية والعسكرية امام هذه "المخاطر"، لن يكون دون السقف الذي وضعته الولاياتالمتحدة بنسبة كبيرة لأسباب لها صلة بعلاقاتها مع الادارة الاميركية وأجهزتها. وستعمل قمة اشبيلية على "تحديد دول الاتحاد الاوروبي لمعنى الارهاب في شكل متساوٍ ومشترك". وتنص مسودة الوثيقة التي ستطرح على القمة على "تبادل المعلومات من اجل منح سمات الدخول الى الدول الأعضاء وتطبيق اجراءات محددة ودقيقة في مجال التعاون بين شرطة دول الاتحاد وسلطاتها القضائية لمكافحة الارهاب لئلا يلجأ ارهابي مطلوب من بلد اوروبي الى بلد اوروبي آخر". وتؤكد دعم دول الاتحاد الاوروبي فكرة تحويل عملية مكافحة الارهاب الى دعامة للسياسة الخارجية الاوروبية مع ضرورة وضعها في اطار سياسة الامن والدفاع الاوروبي. وتعتبر ان "التعاون والتضامن الدوليين يشكلان آلية اساسية في مكافحة هذه الآفة". كما تقر ان "السياسة الخارجية والامنية الموحدة لدول الاتحاد بما فيها سياسة الامن والدفاع الجديدة يمكنها ان تلعب دوراً مهماً في مواجهة هذه المشكلة". وتشير المسودة الى "امكان الموافقة على تضمين الاتفاقات مع دول ثالثة بنداً خاصاً بمكافحة الارهاب وإعادة النظر في علاقات الدول الاوروبية مع دول اخرى بحسب نسبة مكافحتها للارهاب". وتقوّم "الامكانات العسكرية والمدنية الضرورية لدول الاتحاد من اجل حماية القوات العاملة في ادارة الازمات والمدنيين من هجمات ارهابية محتملة". ومن اجل تحقيق هذه الاهداف تنصح دول الاتحاد الرئاسة الدورية والمفوض الاعلى للامن والخارجية خافيير سولانا واللجنة الاوروبية بتكثيف الجهود في التنسيق مع منظمات مثل حلف الاطلسي والامم المتحدة.