ترجمت المنظمة الدولية للفرنكوفونية الدفع السياسي الذي اقرته في هانوي عام 1997 في اتجاه تعزيز البعد الاقتصادي للفرنكوفونية بهدف مواجهة العولمة وتمكين الدول الفقيرة من الانخراط فيها، بإطلاق اتحاد المصارف والمؤسسات المالية الفرنكوفونية مقره في باريس في المنتدى الفرنكوفوني للأعمال الذي عقد في بيروت امس على هامش القمة الفرنكوفونية الذي حمل عنوان "لنعط الى الفرنكوفونية وسائل تحقيق طموحاتها". وتستكمل المنظمة خطواتها الداعمة في هذا المجال بعد التوجهات التي وضعتها في موناكو عام 1999 بعقد مؤتمر فرنكوفوني خاص بالاستثمار الدولي قبل عقد القمة المقبلة المقررة في اوغادوغو لتحديد وسائل تفعيل العمل المشترك بين المنظمات العالمية الممولة للتنمية وسبل التعامل مع دول الجنوب التي تحتاج الى هذا التمويل. وركز المتحدثون في جلسة افتتاح المنتدى على دور هذا الاتحاد في تمويل عملية التنمية والحد من واقع الفقر وتطوره. وشكل المنتدى بحسب مشاركين اساسيين فيه فرصة لتعارف رجال الاعمال في الدول الفرنكوفونية والتعرف الى فرص الاستثمار المتاحة في كل منها. ونال لبنان حصة من ذلك، اذ اكد الرئيس العالمي للمؤتمر ستيف جانتيلي ل"الحياة" ان "المؤسسات المشاركة في المنتدى ابدت اهتماماً بالسوق اللبنانية والاستثمار في المشاريع المختلفة فيها". ولفت الى "ان رجال الاعمال سيلتقون نظراءهم في لبنان وبالتالي المسؤولين الرسميين للبحث في الفرص المتوافرة للتوظيف فيه". وقال رئىس تجمع رجال الاعمال في لبنان ارمان فارس ل"الحياة": "ان هناك فرصاً كثيرة للاستثمار في قطاعات الصناعة والسياحة والتكنولوجيا". وأكد "ان اللقاءات الثنائية التي سيعقدها رجال الاعمال لن تنحصر بلبنان بل ستشمل كل الدول الفرنكوفونية". وفي جلسة الافتتاح التي رعاها رئىس الجمهورية اميل لحود ممثلاً بوزير الثقافة غسان سلامة وحضور ممثلين لرئيسي المجلس النيابي النائب نبيل دوفريج والحكومة الوزير اسعد دياب، أكدت رئيسة اللجنة الوطنية اللبنانية للمنتدى السيدة رين قدسي ضرورة انخراط الفرنكوفونية الاقتصادية في العولمة على اسس الانفتاح والعدالة واحترام التنوع. وتناول سلامة "صعود العولمة وخطورة التوحيد الثقافي الذي تحمله في طياتها". واعتبر انها "جعلتنا نظن تدريجاً اننا لسنا في حاجة الى بذل اي جهد لملاقاة الآخر لأنها امّنت لنا كل ما نحتاج اليه"، مشدداً على "التحرك نحو الآخر الذي يشكل ضماناً لحيويتنا". ورأى "ان صناعة السياحة هي الدليل القاطع على ذلك". وأكد الوزير المنتدب للتعاون والفرنكوفونية بيار ويلتزر "ان تطوير مساحة اقتصادية فرنكوفونية اصبح اساسياً في الفرنكوفونية"، مطالباً ب"الاندماج الاقليمي لتمكين الدول الفرنكوفونية في الجنوب من الانخراط في لعبة التجارة العالمية وتنظيم الاستثمار". وأشار الى ضعف التبادل التجاري الفرنكوفوني الذي لا يتجاوز نسبة 15 في المئة، في حين يبلغ في دول الكومنولث 40 في المئة". ونقل الرئىس الدولي للمنتدى ستيف جانتيلي رسالة الرئىس الفرنسي الى المؤتمرين، مشدداً على "تعزيز المقدرات التنافسية التي تتطلبها العولمة". ودعا الى "العمل على تقليص الذرائع التي يتحجج بها الارهابيون لتبرير تصرفاتهم وأعمالهم". وأكد "الايمان بقيم حوار الحضارات وهو الشعار الذي حملته قمة بيروت". وأعلن التزام شيراك زيادة المساعدة العامة للتنمية بنسبة 50 في المئة في السنوات الخمس المقبلة"، معولاً على القطاع الخاص لتمويل التنمية. وركز الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية بطرس بطرس غالي في كلمته على دور المؤسسات المالية والمصارف في الدول الفرنكوفونية التي اعلنت تأسيس اتحاد بينها في التنمية الاقتصادية في محيطنا.