} فيما انشغل العالم بأحداث الولاياتالمتحدة، صعدت اسرائيل هجومها على الاراضي الفلسطينية حيث استشهد 12 فلسطينيا، عشرة منهم خلال عملية التوغل التي نفذها الجيش الاسرائيلي في منطقة جنين صباحا، وشهيدان آخران برصاص الجيش في قطاع غزة. وفي وقت لاحق، شيعت مدينة جنين ثلاثة من الشهداء العشرة بصمت و من دون هتافات. القدسالمحتلة، غزة - "الحياة"، ا ف ب - جرت مراسم تشييع ثلاثة من الفلسطينيين العشرة الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي خلال عملية توغل في منطقة جنين امس، في اجواء من الصمت لم تتخللها هتافات التوعد والانتقام المعتادة. وسار نحو 200 شخص بصمت خلف نعوش عماد المصري وابراهيم سالم ومهند ابو الهيجا الذين استشهدوا في جنين. وبدا الخوف والقلق على جميع الوجوه، فيما جرت مراسم التشييع باشراف مسؤول حركة "فتح" في جنين عطا الرملاوي. ولم يتمكن اقارب بعض الضحايا من المشاركة في التشييع لانهم يقطنون في قرى مجاورة لجنين تطوقها القوات الاسرائيلية وتعزلها عن باقي الاراضي الفلسطينية. ولم ترفع شعارات ولم تطلق صيحات ثأرية ولم تطلق الاناشيد ولا طلقات الرصاص في الهواء ولم ترفع اي اعلام بسبب وجود الجيش الاسرائيلي ودباباته على بعد مئات الامتار من المكان. وحرص العدد القليل من المشيعين على الاحتماء باستمرار وراء المتاريس والحواجز كي لا يكونوا على خط نار الجنود الاسرائيليين. وكان عشرة فلسطينيين قتلوا صباح امس برصاص جنود اسرائيليين خلال عملية توغل في مناطق محيطة بجنين وحتى داخل هذه المدينة. وقتل خلال العملية ثلاثة اشخاص في بلدة عرابة هم وائل مطلق عساف 22 عاما واسعد اياد دقه 22 عاما وبلقيس عارضه 14 عاما. كذلك استشهد ثلاثة في مخيم اللاجئين القريب من جنين هم اياد المصري 18 عاما وابراهيم سالم 22 عاما ومهند ابو الهيجا 25 عاما احد ناشطي "الجهاد الاسلامي". كما استشهد فلسطينيان في بلدة طوباس هما مدير مكتب الامن الوقائي توفيق ابو شرار 38عاما وهو اصلا من مدينة قلقيلية، وشاهر بني عوده 22 عاما احد عناصر الاستخبارات الذي يعمل في طوباس وهو اصلا من قرية طمون. وقتل ايضا فلسطيني في قرية طمون في منطقة جنين. وكانت مصادر طبية فلسطينية اعلنت في وقت سابق وفاة فلسطيني متأثرا بجروح بالغة كان اصيب بها خلال عملية توغل للجيش الاسرائيلي وسط جنين ليل الثلثاء - الاربعاء. واضافت المصادر ان 49 فلسطينيا اصيبوا بجروح خلال هذه العملية الاولى التي انتهت فجر امس مع انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنين قبل ان تدخل مدرعات اسرائيلية بلدات اخرى في المنطقة نفسها. وقالت ان الجيش دمر خلال عملية التوغل الثانية التي نفذت بالدبابات مواقع ومراكز للشرطة الفلسطينية وكذلك منازل لناشطين من "الجهاد الاسلامي". واكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان عمليات نفذت ضد "قواعد للناشطين الارهابيين" في محيط جنين في منطقة خاضعة كليا لسيطرة السلطة الفلسطينية، واوقف فلسطينيون للاشتباه في قيامهم "بانشطة ارهابية ضد الاسرائيليين". وقال الناطق ان "الجيش مشط مباني ومواقع لاجهزة الامن الفلسطينية"، مضيفا ان تبادلا لاطلاق النار حصل لكن من دون ان يوقع اصابات في صفوف الجنود الاسرائيليين. وتابع ان "الجيش الاسرائيلي سيواصل تحركه لوقف الناشطين الارهابيين والدفاع عن مدنييه وعسكرييه". وكان الناطق باسم الجيش اعلن في وقت سابق انه جرى خلال عملية جنين التي انتهت فجر امس تدمير مبنى كان يستخدم "في ارسال ارهابيين لارتكاب اعتداءات في الاراضي الاسرائيلية". وافادت مصادر امنية فلسطينية ان الجنود الاسرائيليين دمروا مبنى يضم مركزا للشرطة الفلسطينية واحرقوا منزلا. وكان الجيش الاسرائيلي توغل ليل الثلثاء - الاربعاء داخل جنين بعد ان نشر قوات في المنطقة اثر وقوع عمليتين انتحاريتين الاحد الماضي في اسرائيل قتل خلالها خمسة اسرائيليين، اضافة الى الانتحارييْن، احدهما فلسطيني والاخر عربي من اسرائيل جندته "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. قطاع غزة الى ذلك، استشهد فلسطينيان في قطاع غزة واصيب عدد من الجرحى برصاص الجيش الاسرائيلي. ومنعت قوات الاحتلال اعتباراً من مساء أول من امس الدخول الى قطاع غزة او الخروج منه حتى اشعار آخر، كما منعت دخول الاغذية والمواد التموينية والأدوية وغيرها من الحاجات، الى جانب منع التصدير ودخول الصحف والمجلات التي تطبع عادة في الضفة الغربية. كذلك شددت قوات الاحتلال حصارها الداخلي في القطاع، وعرقلت تحرك المواطنين والسيارات الفلسطينية على الطرق الرئيسية التي تسيطر عليها منذ اندلاع الانتفاضة. ولم تكتف سلطات الاحتلال بعزل قطاع غزة عن العالم، بل اطلقت قواتها صباح امس النار في اتجاه سيارة اجرة كان يستقلها عدد من المواطنين العائدين الى مدينة خانيونس بعد ان توقف السائق دقائق عدة عند الإشارة الضوئية الحمراء قرب الحاجز العسكري شمال المدينة. وأدت عملية اطلاق النار الى إصابة الشاب عامر حمدي زيادة 21 عاماً من مخيم خانيونس بجروح خطيرة، ما لبث ان استشهد متأثراً بها. وقال شهود ل"الحياة" ان سائق السيارة تقدم بسيارته، وهي الثانية في طابور طويل توقف عند الإشارة الحمراء بعد ان تحولت الى خضراء، مشيرين الى ان قوات الاحتلال المتمركزة في برج للمراقبة عند الحاجز اطلقت النار فجأة ومن دون سابق انذار، ما أدى الى استشهاد زيادة، وإصابة اثنين آخرين بجروح بالغة. وكانت قوات الاحتلال قتلت مساء أول من امس بالطريقة نفسها الشهيد محمد ديب شقفة 23 عاماً، وأصابت ثلاثة آخرين بجروح مختلفة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ل"الحياة" ان قوات الاحتلال تهدف الى قتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من ، دون مبررات أو اسباب سوى كونهم فلسطينيين. واعربت المصادر نفسها عن مخاوفها من ان ترتكب قوات الاحتلال مجازر في حق الشعب الفلسطيني بعيداً عن اعين وسائل الاعلام العالمية التي يركز كلها حالياً على ما جرى في اميركا. الى ذلك، قصفت قوات الاحتلال صباح امس المنطقة القريبة من معبر المنطار الواقع شرق مدينة غزة بالرشاشات الثقيلة، ما أدى الى اصابة الطفل سعيد رويشد 8 أعوام بجروح متوسطة، نقل على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. كما أطلقت دبابة اسرائيلية النار صباح امس في اتجاه المنازل في مخيم رفح للاجئين اثناء مرورها بين الاسلاك الشائكة في الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر. واصيب جراء ذلك المواطن يحيى المصري 38 عاماً بجروح خطيرة في بطنه، نقل على اثرها الى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار لتلقي العلاج اللازم.