يشارك فيه 150 فناناً واضطر خيري شلبي الى كتابته بنفسه . عبدالعليم محل عبدالعزيز في 50 عاماً من تاريخ مصر المعاصر

القاهرة - "الحياة" - بدأت الاستعدادات في القاهرة لتصوير مسلسلات شهر رمضان المقبل وأولها عمل كبير رُصدت له موازنة ضخمة هو "الكومي" من تأليف خيري شلبي، وبطولة عدد كبير من النجوم ومنهم ممدوح عبدالعليم وإلهام شاهين وهشام سليم ووفاء عامر وغسان مطر ومحمود الجندي وغادة نافع ورجاء حسين وغادة راضي وإيمان شلبي، ومن إخراج محمد راضي في أول تجربة تلفزيونية له.
وكان التحضير للعمل بدأ قبل مدة طويلة، واختير محمود عبدالعزيز للبطولة في اول عودة الى التلفزيون بعد غياب زاد على عشرة اعوام منذ الجزء الثالث من مسلسل "رأفت الهجان" من اخراج يحيى العلمي. ولكن فجأة بدأ التصوير بممدوح عبدالعليم الممثل التلفزيوني الذي صار المفضل لدى الجمهور في المدة الأخيرة.
"الكومي" مأخوذ عن الثلاثية الروائية الأمالي التي بدأ خيري شلبي كتابتها اواسط الثمانينات وانتهى منها اواسط التسعينات. وحملت الروايات الثلاث اسماء "اولنا ولد" و"ثانينا الكومي" و"ثالثنا الورق". ويقول شلبي ل"الحياة": "يقدم العمل 50 عاماً من تاريخ مصر المعاصر خلال النصف الأخير من القرن العشرين، ويعرض ألوان الصراعات الطبقية والسياسية والاجتماعية التي كانت ولا تزال قائمة في مصر منذ العهد الملكي الى اليوم. والطغيان والمحن التي تعرّض لها شعبنا، ولا تزال ضاغطة عليه الى الآن، الى جانب مأساة الانفتاح الاقتصادي وكيف دمرت كل القيم العملية والأخلاقية، وعملية النهب الذي لم يعد استعمارياً فحسب، كما كان قبل الثورة، بل اصبح ايضاً شبحاً محلياً أو وطنياً إذا صح التعبير. ويعرض العمل كذلك نشأة التيار الديني المتطرف او السياسي المتأسلم، والذين يستخدمون الدين سلماً الى كرسي الحكم".
ويضيف شلبي: "يدور كل هذا من خلال اسرة تعيش تحت مستوى الفقر في صعيد مصر ونرى من خلالها كل الضغوط الاجتماعية والسياسية التي تمارس عليها ما يضطر ابنها حسن ابو ضب ممدوح عبدالعليم الى السفر الى القاهرة بحثاً عن الرزق، بعدما كان يسرق قوت يومه في الصعيد. فيفاجأ في القاهرة أنه وُجد في مجتمع كبار اللصوص وأصبح واحداً منهم وتدرج في السلم السياسي الى ان اصبح شخصاً مهماً في المجتمع في وقت تتزوج شقيقته سعدية إلهام شاهين من زعيم الجبل خرابة هشام سليم ثم تتولى بنفسها قيادة الجبل وتحويل الحياة فيه الى مسار آخر".
ويعتبر "الكومي" التجربة الثانية التي يتولى فيها خيري شلبي كتابة السيناريو والحوار لإحدى رواياته، بعدما قدم قبل ثلاثة اعوام مسلسل "الوتد" من بطولة هدى سلطان ويوسف شعبان وفادية عبدالغني وحنان ترك ومن اخراج احمد النحاس.
ويقول شلبي عن تجربة "الكومي": "عُرضت عليّ معالجات عدة للسيناريو الخاص بتقديم "الكومي" كمسلسل تلفزيوني، وكانت كلها محاولات من خارج النص على رغم ان النص بأجزائه الثلاثة حافل بالأحداث التي يمكن ان تصنع عشرات المسلسلات، إلا ان محنة الكتابة عندنا مسألة خطرة ويجب التوقف عندها ومناقشتها على نطاق واسع، لأن كتاب السيناريو يضعون في اذهانهم مجموعة من الممثلين ثم يفصّلون على مقاسهم احداثاً معينة. لذلك رفضت كل المحاولات ثم تورطتُ في الكتابة بنفسي. وكانت تجربة قاسية، ولكن أعتقد ان ما بذلته فيها سيكون له بالغ الأثر".
وعن اختيار محمد راضي لإخراج الرواية، يقول شلبي: "أدهشني راضي بقدرته على حب الرواية وحفظ احداثها وخيوطها الرفيعة جداً. وأمام حبه الشديد للرواية وحماسته لها كان العمل سهلاً بالنسبة إلي وأعتقد انه سيقدم عملاً جيداً ورؤية مختلفة غير مسبوقة في التلفزيون، خصوصاً ان الأجواء كلها جديدة، من مجتمع القاهرة بمستوياته المتعددة، الى الجبل الذي يؤوي المطارَدين والمجرمين، فمجتمع الصعيد. والرواية تتسلل كالشفرة لتربط بين هذه الأجواء في علاقات درامية متينة". ويؤكد شلبي: "كان مفترضاً ان يقدم المسلسل في ثلاثة اجزاء إذ ان كل جزء من الرواية يحتمل مسلسلاً قائماً في ذاته، لكنني لست مؤمناً بالعمل المجزأ فوجدت ضرورة تقديمه في عمل واحد متصل".