إطلاق النسخة التجريبية لأكبر مشروع للذكاء الاصطناعي في المسجد النبوي    اتفاقية تعاون بين قدرة للصناعات الدفاعية وفيلر الدفاعية لتعزيز الصناعات العسكرية بالمملكة    تشلسي يفوز على مانشستر يونايتد في الجولة ال (37) من الدوري الإنجليزي    الفريدي يحصل على الماجستير في الإعلام الرقمي    المملكة تحتل المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة في جوائز "آيسف الكبرى"    محافظ الزلفي يدشن ملتقى الباب للتمكين التقني    النفط يتجه لثاني أسبوع من المكاسب    صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح وسام الملك عبدالعزيز    النصر يتعادل إيجابياً مع التعاون في دوري روشن للمحترفين    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على الفتح    النصر يتعادل أمام التعاون ويفقد فرصة اللعب في دوري أبطال أسيا للنخبة    الRH هل يعيق الإنجاب؟    الرياض عاصمة القرار    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 23 جائزة في مسابقة آيسف 2025    سيرة الطموح وإقدام العزيمة    سلام نجد وقمة تاريخيّة    صامطة تنضم رسميًا إلى برنامج المدن الصحية وتعقد أولى اجتماعاتها لتعزيز جودة الحياة    سمو الأمير سلطان بن سلمان يدشن "برنامج الشراكات العلمية العالمية مع أعلى 100 جامعة " مع جامعة كاوست    الاتحاد حديث الصحف العالمية بعد التتويج بلقب دوري روشن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 53,119 شهيدًا    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقرّبوا إلى الله بالفرائض والنوافل.. ولا وسائط بين العبد وربه    الدوسري في خطبة الجمعة: الدعاء مفتاح الفرج والحج لا يتم إلا بالتصريح والالتزام    نادي الاتفاق يتحصل على الرخصة المحلية والآسيوية    جمعية تعظيم لعمارة المساجد بمكة تشارك في معرض "نسك هدايا الحاج"    نائب رئيس جمعية الكشافة يشارك في احتفالية اليوبيل الذهبي للشراكة مع الكشافة الأمريكية في أورلاندو    أمانة القصيم تطرح فرصة استثمارية لإنشاء وتشغيل وصيانة لوحات إعلانية على المركبات بمدينة بريدة    أمانة القصيم تقيم حملة صحية لفحص النظر لمنسوبيها    وزارة الداخلية تشارك في أعمال المؤتمر العربي ال (16) لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني بجمهورية تونس    أمين الطائف" يطلق مبادرةً الطائف ترحب بضيوف الرحمن    زمزم الصحية تشارك في فرضية الطوارئ والكوارث    46٪ لا يعلمون بإصابتهم.. ضغط الدم المرتفع يهدد حياة الملايين    مبادرة طريق مكة والتقدير الدولي    استمرار تأثير الرياح المثيرة للغبار على معظم مناطق المملكة    بلدي+ .. أول تطبيق للخرائط المحلية وإعادة تعريف تجربة التنقل في مدن المملكة        "الصحة" تُصدر الحقيبة الصحية التوعوية ب 8 لغات لموسم حج 1446ه    "هيئة تقويم التعليم والتدريب" تطبق الاختبارات الوطنية "نافس"    ضبط مصري نقل 4 مقيمين لا يحملون تصريح حج ومحاولة إيصالهم إلى مكة    برشلونة بطلاً للدوري الإسباني للمرة 28 في تاريخه    الرياض تعيد تشكيل مستقبل العالم    انطلاق "عرض سلافا الثلجي" في الرياض    الاتحاد السعودي يختتم برنامجه الرياضي في مخيم الزعتري بالأردن    وحدة التَّوعية الفكريَّة تنظِّم ملتقى تعزيز الوعي الفكري والانتماء الوطني    مُحافظ الطائف يستقبل مدير فرع هيئة التراث بالمحافظة    نائب أمير الرياض يطّلع على برامج وخطط جائزة حريملاء    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة ال 19 من طلاب وطالبات جامعة تبوك    تحذيرات فلسطينية من كارثة مائية وصحية.. «أونروا» تتهم الاحتلال باستخدام الغذاء كسلاح في غزة    أكد أن كثيرين يتابعون الفرص بالمنطقة… ترامب لقادة الخليج: دول التعاون مزدهرة.. ومحل إعجاب العالم    أسرتا إسماعيل وكتوعة تستقبلان المعزين في يوسف    جناح سعودي يستعرض تطور قطاع الأفلام في" كان"    "بينالي الفنون" يدعم صناعة الأفلام التناظرية    رؤيةٌ واثقةُ الخطوةِ    الحدود الشمالية.. تنوع جغرافي وفرص سياحية واعدة    عظيم الشرق الذي لا ينام    الهيئة الملكية لمحافظة العلا وصندوق النمر العربي يعلنان عن اتفاقية تعاون مع مؤسسة سميثسونيان لحماية النمر العربي    نائب أمير منطقة تبوك يشهد حفل تخريج متدربي ومتدربات التقني بالمنطقة    مُحافظ الطائف يشهد استعداد صحة الطائف لاستقبال موسم الحج    ولي العهد والرئيس الأمريكي والرئيس السوري يعقدون لقاءً حول مستقبل الأوضاع في سوريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتصامات طالبية احتجاجاً على الوجود العسكري السوري ... واخرى مضادة الاسبوع المقبل دعماً له لبنان : تدابير امنية تحصر التحرك العوني داخل الجامعات باستثناء تظاهرة
نشر في الحياة يوم 15 - 03 - 2001

} خرق مئات من الطلاب الجامعيين من انصار العماد ميشال عون الطوق الأمني الذي فرضه الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي حول عدد من الفروع الثانية للجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة لمنعهم من التظاهر خارجها، احتجاجاً على الوجود العسكري السوري في الجامعات ومحيطها، بحجة انهم لا يملكون ترخيصاً بذلك. وخرجوا الى الطريق من فرع كلية العلوم في اتجاه فرع الاداب منطقة الفنار - جبل لبنان لكن طوقاً جديداً اوقفهم عن التقدم على مسافة 500 متر من تجمع للجيش السوري.
وكان التحرك الطالبي انحصر في حرم جامعات ومدارس، وترددت خلاله الهتافات المعادية للوجود العسكري السوري ورفعت لافتات تطالب بتطبيق القرار الدولي الرقم 520 المطالب بانسحاب كل الجيوش الاجنبية من لبنان، في ذكرى "حرب التحرير" التي اعلنها العماد عون في 14 آذار مارس 1989، وهو تاريخ لذكرى ثانية، هي اجتياح اسرائىل الاول للجنوب عام 1978 وصدور القرار الدولي الرقم 425، استخدمها الشباب الحزبي المؤيد للوجود السوري في لبنان للقيام بتحرك مضاد يطالب بانسحاب اسرائىل من مزارع شبعا.
وأسفر التحرك المناهض للوجود السوري عن توقيف القوى الأمنية عدداً من الطلاب قالت مصادر التيار العوني انها شملت 35 اطلقوا لاحقاً على مراحل كما اكدت مصادر امنية رسمية، في حين اوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه "ان التدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش اعتباراً من مساء الثلثاء الماضي في مختلف المناطق اللبنانية لجهة تسيير الدوريات وإقامة الحواجز الثابتة والمتنقلة بعد ورود معلومات عن احتمال قيام البعض باستفزازات وأعمال مخلة بالأمن، أدت الى الحؤول دون حصول ما يهدد امن المواطنين وممتلكاتهم وعدم الافساح في المجال امام البعض لتعكير الاجواء الأمنية تحت ستار التعبير عن رأي ولم تكن في اي حال موجهة ضد المواطنين انفسهم بقصد ازعاجهم او مضايقتهم، وانما كانت تدبيراً احترازياً للحفاظ على الاستقرار العام في البلاد وهو المصلحة الاساسية لجميع المواطنين".
وأصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه إن مجموعة من المتظاهرين "اعتصمت في بعض المؤسسات الجامعية تعبيراً عن موقفها السياسي، وحاول بعضها نقل الاعتصام الى التظاهر خارج حرم الكليات من دون ترخيص قانوني ما استدعى اتخاذ تدابير امنية مشددة حفاظاً على الأمن والنظام وتحاشياً لافتعال اي حادث". ورأت الوزارة ان المتظاهرين "لو التزموا القوانين المرعية الاجراء لما عانى المواطنون ما عانوه امس على الطرق ولما اضطرت قوى الجيش والأمن الداخلي الى الانتشار لضبط الأمن، ولكان جُمِّع المتظاهرون في منطقة واحدة وتسنى لهم التعبير عن آرائهم بطرق ديموقراطية وحضارية"، واذ اعتذرت من المواطنين لفتت الى "خطورة ما قد ينجم عن تكرار محاولات التظاهر من دون طلب ترخيص اذ ان لا احد يمكنه ان يضمن ان تمر الأمور على خير وسلامة في كل مرة ما لم يتم التنسيق مع وزارة الداخلية على آلية التظاهر ومكانه وزمانه".
تحول الاعتصام في كلية العلوم في الفنار خلافاً لكل الجامعات، تظاهرة ضمت أكثر من ألف طالب ساروا في اتجاه كلية الآداب على بعد نحو ثلاثة كيلومترات، وهتفوا خلالها ضدّ سورية وقواتها الموجودة في لبنان. لكن المتظاهرين الذين اعتبروا ان "خروجهم من الكلية متظاهرين انجاز"، فان مسيرتهم كانت بين حاجزين كبيرين للقوى الأمنية، حال الثاني دون متابعة مسيرتهم الى كلية الآداب.
فالحال في كلية العلوم كانت تختلف عن سواها في الجامعات الأخرى حيث بقي الطلاب داخلها وكان رجال الأمن يقولون، في الجامعة اليسوعية للطالب الخارج من الجامعة: "اذا خرجت لا يمكنك العودة"، وعملوا ايضاً على تفريق التجمعات ولو ضمت أربعة أو خمسة. أما في كلية العلوم التي أقيم حاجز للجيش قبلها بنحو مئتي متر، فان رجال الأمن لم يمنعوا أحداً من دخولها الا المصورين. وهذا ما سمح لكثيرين من الطلاب من جامعات أخرى بدخولها والانضمام الى المعتصمين الذين رفعوا أعلاماً لبنانية ولافتات. وكذلك راح طلاب يخاطبون من أحدى طبقات المبنى، زملاءهم المتجمعين في الباحة. وردد المتجمعون بعد كل خطيب هتافاتهم ومنها: "بدنا نقول الحقيقة، سورية ما منطيقا" لا نطيقها و"ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني". والفاصل بين الخطباء أغان ثورية سمعت كثيراً ابان الحرب. ورُحب بوفود الجامعات وكذلك بالقوى الأمنية، وقال أحدهم: "أهلاً وسهلاً بالقوى الأمنية التي تقترب شيئاً فشيئاً".
ومن ضمن الطلاب المعتصمين الذين أكد كثر منهم ل"الحياة" ان تحركهم "لم يفشل، بل نجح باستنفار القوى الأمنية وان لم نخرج من الجامعة"، وعدم رضاهم ب"الوجود السوري"، اندفع طالب نحو "الحياة" معرفاً عن نفسه بأنه "طالب مسيحي ومناضل سابق في القوات اللبنانية" ويبدي عدم رضاه عما يحصل. وقال "لا جدوى من هذه التحركات لأنها مضيعة للوقت". وسأل "ماذا فعل هؤلاء منذ 12 عاماً الى اليوم؟".
وعند الثالثة توجه الطلاب، مطلقين هتافاتهم أياها وبعض الشتائم، الى كلية الآداب التي تتمركز في جوارها قوات سورية، برفقة عدد ضئيل من عناصر قوى الأمن، لم يفلح كثيراً في ايقافهم. وبعد مسيرة الكيلومترين حين لاح حاجز كبير لقوى الأمن والجيش نحو 300 عنصر تمنى عنصر ألا يحاول المتظاهرون تجاوزه "لتمر التظاهرة على خير". واذ بدا الحاجز كبيراً وعناصره متشددين في تنفيذ الأوامر ومنع مرور أي شخص، فإن المتظاهرين وقفوا على مسافة نحو 100 متر ورددوا هتافاتهم ضدّ السوريين فيما لم يستطع زملاؤهم الخروج من الكلية، بل بعثوا بهتافاتهم أيضاً.
وبعد نحو نصف ساعة تفرق المتظاهرون وأيضاً الجنود الذين أوقفوا روبير أدمون خوري لتلاسنه معهم علماً انه لم يكن في عداد المتظاهرين. وقال مقدم في الجيش: "نحن لا نريد من أحد شيئاً بل نريد ان نحول دون ان يتحرش أحد بالسوريين ولو بحجر كي لا تتطور الأمور".
تحركات أخرى
وكان تلامذة مدرسة مون لاسال الذين يقدر عددهم ب2500 فوجئوا صباحاً بالتعزيزات الأمنية عند مداخلها واخضاع الحافلات التي تقلهم للتفتيش بحثاً عن لافتات او بيانات، كما قال عدد من الطلاب الذين طوقوا رؤوسهم وأذرعتهم بشرائط ورق سود كتب عليها باللون الأحمر "قمّ تحدى الظلم... تمرد" وألصقوا الأعلام اللبنانية على صدورهم ولوحوا بأخرى. وقال طالب ينتمي الى التيار العوني: "ان التحرك بدأ ظهراً فخرجنا من الصفوف للتظاهر داخل حرم المدرسة وكنا نود الخروج منه في اتجاه كليتي الآداب والعلوم الفرع الثاني للمشاركة في التحرك هناك ولكن منعنا". وراح الطلاب يهتفون: "يا بشار يا لحود رد السوري على الحدود"، و"ما بدنا مجلس نواب يوقف للسوري بواب"، ورفعوا لافتات كتب عليها "هل اصبح طلاب لبنان متاريس للجيش السوري؟" و"لا تجعلوننا ضحية للعبتكم السياسية".
وإذ استنكرت ادارة المدرسة انباء ترددت عن ان القوى الأمنية اقتحمت حرم المدرسة، افاد احد المسؤولين فيها "الحياة" ان الادارة قررت ارسال الاولاد باكراً الى بيوتهم تلافياً لزحمة السيرة الخانقة.
وكانت ست ناقلات جند وعدد من سيارات الجيب التابعة للجيش وقوى الأمن متمركزة عند مداخل المدرسة ومحملة بعشرات الجنود، بينما كانت باصات الطلاب تغادر حرم المدرسة، وخرج عدد من الطلاب افرادياً في اتجاه الآداب والعلوم وحقائبهم محملة ببيانات بتوقيع التيار العوني.
وشهدت الجامعة الأميركية في بيروت تحركين الأول للطلاب العونيين، وقابله تحرك للطلاب القوميين وتيار المستقبل و"حزب الله" وحركة "أمل"، ولم يشارك فيه طلاب اتحاد الشباب التقدمي ولا حركة الشعب نجاح واكيم ولا الشيوعيين.
وكرر الطلاب العونيون المشهد الذي حصل في الجامعات الأخرى لجهة رفع شعار "قم تحدى الظلم... تمرد" على قمصانهم وعلى زنودهم ورفعوا الاعلام اللبنانية ولافتات كتب عليها القرار الدولي الرقم 520، وقدر عدد المشاركين في هذا التحرك نحو 150 طالباً ولم يتجاوز بوابات الجامعة التي كانت احيطت بتعزيزات امنية، خصوصاً البوابة الفاصلة بين حرم الجامعة ومستشفاها نظراً الى وجود موقع للجيش السوري قريب.
وفي المقابل اقام طلاب "أمل" و"حزب الله" و"القومي" و"المستقبل" كشكاً داخل حرم الجامعة ووزعوا على الطلاب شارات صفراً رمزاً للقرار الدولي الرقم 425 وقصاصات عن مضمون القرار عن الانسحاب الاسرائىلي من جنوب لبنان. وحملوا اعلاماً لبنانية ووقعوا احدها تضامناً مع مزارع شبعا ووزعوا مناشير كتب عليها باللغات العربية والانكليزية والفرنسية "الى متى ستبقى اسرائىل استثناء لا تطبق عليها القرارات الدولية؟". ووُزع بيان باسم "مواطن عربي" تحدث عن الاحتلال الاسرائيلي وهاجم عون "الذي لا ينفك يحاول جذب الانتباه عن التحرير، لقد رأينا ما فعله انصاره من تشويه بعيد الاستقلال الذي كان اول عيد رسمي مع الجنوب محرراً، ظناً منه انه يريد ان ينسينا طعم النصر الذي تحقق وحوّلوا هذا اليوم المجيد تظاهرة ضد من دعم المقاومة وحضنها". وسأل البيان "هذا الرجل لماذا يحول المناسبات الوطنية صداماً ضد من ساعد لبنان؟ اتراه يحاول ان ينسينا المجازر الاسرائيلية ومزارع شبعا ويوحي لنا ان الديكتاتورية العسكرية هي السبيل الى الخلاص؟ فليكفّ هذا الرجل عن الوعظ من باريس ويوجه بندقيته جنوباً".
وفي الجامعة اليسوعية في الاشرفية نفذ طلاب التيار العوني اعتصاماً على درج مدخلها ورفعوا لافتات كتب عليها "ان الصلاة في ظل الاحتلال خطيئة ان لم تكن لانهائه". و"لا للدمى السورية في لبنان"، و"لا سلاح الا سلاح الجيش اللبناني" و"لا نرضى العيش تحت جزمة السوري". واستخدم الطلاب شرائط الشعار الموحد "قم تحدى الظلم... تمرد" لكم افواههم تعبيراً عن سخطهم. وحاولوا الخروج من حرم الجامعة لكن قوى الأمن منعتهم فيما بقي افراد فرقة مكافحة الشغب في الشاحنات التي اقلتهم الى المكان. وراح الطلاب يرددون هتافات، ورفعوا المزيد من اللافتات بعضها ذيل باسم "الاحرار" كتب عليها "ارادتنا البقاء ومصيرهم الرحيل" وأخرى "لبنان هو لبنان وسورية هي سورية". ووقع التيار العوني لافتة حملت "حرب التحرير مستمرة". وفي جامعة الحكمة في الاشرفية، اعتصم الطلاب داخل الصفوف وكمّوا افواههم بالشعار ورفعوا لافتة كتب عليها "سيادة حرية استقلال"، واذ حالت التعزيزات الأمنية دون خروجهم للتظاهر لجأوا الى الخروج في شكل ثنائي للانضمام الى تحركات مماثلة في جامعات اخرى.
وفي جامعة سيدة اللويزة في زوق مصبح تجمع الطلاب حاملين لافتات كتب عليها "صوت الاحرار لن يسكت ابداً... هلموا للدفاع عن السيادة"، و"نقسم سنبقى لأننا وأرضنا والحق اكثرية"، وردد الطلاب هتافات معادية لسورية ومطالبة بخروج الجيش السوري من الاراضي اللبنانية. وحاول الطلاب التوجه الى البوابة الخارجية حيث اقيم حاجز للجيش اللبناني. ولدى وصولهم اليه راحوا يرددون النشيد الوطني اللبناني وهتفوا بأغنية "تسلم يا عسكر لبنان". ولدى وصول قوة من مكافحة الشغب عادوا الى حرم الجامعة واتجهوا الى كلية العلوم الفرع الثاني في شكل فردي.
وشهدت الفروع الأولى لكليات الجامعة اللبنانية يوم دراسة عادي، لكن بعض الطلاب الحزبيين اقدموا في فرع كلية الحقوق على إحراق العلم الاسرائيلي تذكيراً "بضرورة انسحاب اسرائىل من مزارع شبعا المحتلة".
وفي جامعة الروح القدس - الكسليك، نفذ الطلاب اعتصاماً داخل حرمها، وتحدث رئىس الجامعة الأب يوسف مونس امام الطلاب مؤكداً "ان ابواب الكسليك وادراجه مفتوحة امام الحرية والكرامة والحوار خارج منطق التعصب واحترام القوانين اللبنانية والقوى الأمنية الساهرة على الأمن وضرورة العمل بتوجهات البطريرك الماروني نصرالله صفير وتعليماته بوجوب بقاء الطلاب في حرم الجامعة حيث تحفظ لهم حريتهم والتعبير عن آرائهم وعدم النزول الى الشارع والانكباب على العلم والمعرفة والتعبير عن الآراء ضمن القانون والنظام".
وتعليقاً على التحرك الطالبي في الجامعات، قال رئىس المكتب الاعلامي في التيار العوني المحامي جورج حداد: "ان البلد مُسك منذ ظهر الاثنين الماضي بواسطة المخابرات التي استأثرت بالقرار، ولا نعرف الى متى سيستمر هذا الوضع، كأننا في حال طوارئ عسكرية وسياسية ترجمت بانتشار آلاف الجنود على الطرق الرئىسية". وأضاف: "كم كنا نتمنى لو ان هذا الانتشار حصل حيث يجب، اي في جنوب لبنان، لا حول مراكز الجيش السوري الذي ينسب الى نفسه مهمة حماية اللبنانيين".
ولفت الى ان تحرك امس "حصرت المشاركة فيه بالطلاب، وهدفه محدد هو الاحتجاج على تمركز الجيش السوري في حرم الجامعات ومحيطها وممارسات يقوم بها عناصره...".
وأصدرت منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار بياناً اعتبرت فيه "ان الاستقلال ليس اطاراً او شكلاً بل هو احساس بسيادة الشعب على نفسه وأرضه وشعور بحرية الفرد وكرامته". وذكرت بالقرار 425 الذي "نفذ جزئياً منذ اشهر في غياب الجيش اللبناني في الجنوب" وب"حرب التحرير عام 1989 التي خاض فيها اللبنانيون شعباً وجيشاً ابسل المعارك للتخلص من الاحتلال السوري". ودعا بيان آخر للمنظمة وزع في كليتي العلوم والآداب في الفنار اختلفت لهجته عن الاول وجاء فيه: "يحاول السوريون وعملاؤهم تحويل وطن الارز صورة عن الانظمة التوتاليتارية المجاورة، فمنذ 25 سنة والاحتلال السوري قابع على ارضنا... يا شباب لبنان، لبنان في خطر. هلموا للذود عن الكرامة وحفظ التاريخ ومنع محو الذاكرة... اتحدوا لطرد الغرباء وصون الحرية، هدفنا واضح، بسط سلطة الجيش اللبناني وحده على كل ترابنا المقدس ولن نهدأ قبل التحرير واستعادة الاستقلال".
وفي ردود الفعل، رأى وزير الاعلام غازي العريضي "ان الدعوات الى النزول الى الشارع، مع احترامنا لحرية الرأي والتعبير، لا تؤدي الى اصلاح خلل، بل الى نتائج عكسية". ورفض استحضار ملفات الحرب، معتبراً "ان للبنان مصلحة في علاقات مميزة وسليمة وقوية مع سورية، كما لسورية مصلحة مماثلة".
ورأى النائب ألبير مخيبر ان "التظاهرة السلمية لطلاب الجامعات تنقذ شرف اللبنانيين من التحدي والخضوع لبقاء الجيش السوري على ارضهم، وهي نتيجة حتمية لسياسة الحكومة المرتهنة للحكومة السورية". وحيا "متظاهري اللاعنف متظاهري الكرامة الوطنية".
وسأل النائب نعمة الله ابي نصر: "لماذا خافت الدولة من تظاهرة سلمية يقوم بها طلاب عزل؟ ولماذا لم تتحرك عندما قام الشيخ صبحي الطفيلي المطلوب من العدالة بتظاهرة مسلحة".
ورأى النائب بيار الجميل "ان التعاطي الرسمي مع الدعوات الطالبية الى الاعتصام والتظاهر ليس هو النمط الصحيح". وناشد الدولة "ان تؤدي دور الأب الصالح مع الطلاب وتتفهم هواجسهم وأفكارهم وتعمل على تحقيق اللحمة معهم بدلاً من زيادة الشرخ الهائل بين النهج الرسمي والطلاب". وأصدرت حركة التغيير بياناً اعتبرت فيه "ان السلطة اللبنانية اثبتت مرة جديدة انها تخشى الشعب".
الى ذلك، ردت منظمات شبابية يسارية وإسلامية وموالية لسورية في غياب الحزب التقدمي والشيوعيين وحركة الشعب على التحرك الذي نفذه طلاب "التيار الوطني الحر" بدعوة الى اعتصام يقام الثلثاء المقبل في ساحة "يونيسكو" "في مكان مجزرة الأطفال التي ارتكبها عون، دعماً للدور السوري في لبنان ودعم صمود لبنان وسورية في تصديهما للهجمة الصهيونية المستمرة والدائمة التهديد".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.