يستبعد النشطاء العرب في حزب "العمل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة ايهود باراك ان يقوم هذا، خلال ترؤسه اجتماعاً انتخابياً اليوم في منتجع في مدينة الناصرة العربية، بتقديم الاعتذار للمواطنين العرب على استشهاد 13 منهم في تشرين الأول اكتوبر الماضي برصاص قوى الأمن الاسرائيلية. ويرفض باراك قبول نصيحة هؤلاء النشطاء بتقديم الاعتذار لتسهيل نشاطهم الانتخابي في أوساط المواطنين العرب، بزعم انه لا يريد استباق النتائج التي ستتوصل اليها لجنة التحقيق الرسمية التي عينتها حكومته، وعليه سيكتفي بالالتزام بقبول النتائج وتنفيذ توصيات اللجنة، مهما تكن. ويرافق باراك في زيارته الى الناصرة أبرز اعضاء حكومته واقطاب حركة ميرتس اليسارية والنواب العرب من العمل وميرتس. لكن السؤال يبقى هل سيحضر رؤساء بلديات عربية الاجتماع أم يلتزمون قرار غالبية الاحزاب السياسية العربية مقاطعة الانتخابات ومعاقبة باراك. ويحرص الطاقم الانتخابي الخاص بالوسط العربي في الأيام الأخيرة على تخويف المواطنين العرب ب"الفزاعة" المتمثلة في مرشح اليمين المتطرف ارييل شارون من خلال التذكير بتصريحاته المعادية للعرب وآخرها تلك التي أبرزت نزعته العنصرية ضد الاسلام، ديناً وثقافة ومحاولته اسقاط أي حق فلسطيني أو اسلامي في مدينة القدس. ولم يتردد وزير المال ابراهام شوحاط في تحذير المواطنين العرب من التصويت عكس ما تقتضيه مصالحهم "ولينتبهوا الى السياسة الكارثية التي سيتبعها شارون في حال فوزه في الانتخابات". ونثر شوحاط الوعود بالموازنات لتحقيق مساواة المواطنين العرب مع اليهود، وهي الوعود نفسها التي يوزعها أقطاب الحكومة في زياراتهم الانتخابية اليومية لمختلف البلدات العربية. ويتفاءل قريبون من باراك خيراً بنتائج الانتخابات النموذجية التي جرت في عدد من المدارس اليهودية وجاءت غالبيتها لصالح باراك وآخرها النتائج في مدرسة "بليخ" في قضاء تل ابيب التي توقعت في انتخابات سابقة، بدقة، نتائج الانتخابات في اسرائيل. وأمس فاز باراك ب58 في المئة من أصوات الطلاب، وهم دون ال18 ولا يحق لهم الاقتراع، مقابل 43 في المئة لشارون. ومرة اخرى تصدى الطلاب لشارون، الذي جاء ليقنعهم ببرنامجه، وامطروه بالاسئلة حول اقحامه اسرائيل في "الوحل اللبناني" لكنه أعلن انه لن يرد على هذه الأسئلة واتهم أنصار باراك بحض الطلاب على طرح هذا الموضوع. الى ذلك، لا تزال استطلاعات الرأي تتوقع فوزاً واضحاً لشارون، وحسب استطلاع لمعهد "داحف" نشرته "يديعوت احرونوت" امس قال 46 في المئة من الاسرائيليين انهم سيصوتون لشارون مقابل 30 في المئة لباراك وارتفاع نسبة المترددين الى 24 في المئة. وجاء استطلاع معهد "غالوب" الذي نشرته صحيفة "معاريف" بفارق أكبر هو 51 في المئة لشارون مقابل 31 لباراك.