} صعّد بث الدعاية الانتخابية للمرشحين لرئاسة الحكومة في اسرائيل ايهود باراك وارييل شارون وتيرة المواجهات الكلامية بين أنصارهما اللذين لم يترددا في اللجوء الى الكلام النابي وسط توقعات بتصعيد آخر في الأيام المتبقية على موعد الانتخابات في السادس من شباط فبراير المقبل. واتهم أقطاب ليكود طاقم باراك الانتخابي بتوجيه "ضربات تحت الحزام، وهي دلالة على قناعة باراك نفسه بأنه خاسر المعركة لا محالة" على حد قولهم. قال 82 في المئة من الاسرائيليين انهم لم يقتنعوا بما قاله المرشحان لرئاسة الحكومة في دعايتهما الانتخابية، فيما رأى معلقون ان الدعاية "ليست سوى طحن كلام ومحاولة لغسل دماغ المتلقي". وأفاد استطلاع جديد للرأي قام به "معهد داحف" ونشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ان مرشح ليكود واليمين شارون لا يزال يتفوق على باراك بفارق 18 نقطة 50 في المئة لشارون مقابل 32 لباراك وقال 18 في المئة انهم لم يقرروا بعد لمن سيصوتون. ويبدو جلياً ان المرشحين يركزان جهودهما على اقناع القادمين الجدد الروس الذين يشكلون 20 في المئة من مجمل أصحاب حق الاقتراع. وقد فاجأهم شارون حين توجه اليهم بلغتهم. وتجاهل المرشحان تماماً المواطنين العرب ولم يكلفا نفسيهما عناء ترجمة أقوالهما الى العربية وحصرها بالروسية، لكن مصادر قريبة من باراك قالت انه سيتوجه خلال الأيام القريبة الى المواطنين العرب ويعبر عن "أسفه" لمقتل 13 منهم في مواجهات تشرين الأول اكتوبر الماضي. وأثار ظهور رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت في دعاية شارون وتذكيره باراك بأنه أقسم انه لن يعيد تقسيم المدينة، حفيظة باراك الذي كشف في مقابلة تلفزيونية ان اولمرت وعدداً من أقطاب اليمين اطلعوه قبل قمة كامب ديفيد على خرائط الاحياء العربية في القدس التي يمكن الانسحاب منها وانه فهم منهم انهم لا يعارضون اعادة تقسيم القدس. ورد اولمرت على أقوال باراك بنعته ب"الكاذب والمخادع الذي يلجأ عادة الى جملة أكاذيب لتضليل الرأي العام". وتحدى باراك منافسه أن يقدم للجمهور برنامجه السياسي أو الأمني "لكنه لا يملك برنامجاً كهذا وكل ما يريده هو حرب متواصلة مع الفلسطينيين. فهو الذي أراد حل القضية الفلسطينية من خلال شن حرب على لبنان قبرنا في نهايتها ألف جندي، وهو الذي ما زال يؤمن بأن بمقدورنا مواصلة السيطرة على شعب آخر". وقال باراك انه يسعى لفك القنبلة الموقتة التي تهدد كيان اسرائيل "من دون التنازل عن رفض عودة أي لاجئ فلسطيني أو عن السيادة على جبل الهيكل الحرم القدسي ومع ابقاء 80 في المئة من المستوطنات تحت السيادة الاسرائيلية". وتباهى باراك مجدداً بأنه لم يتنازل عن شيء للفلسطينيين منذ تولى رئاسة الحكومة، وقال انه مع ذلك على استعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة جداً لكنها تضمن أمن اسرائيل". واتهم باراك ليكود بالرقص على الدماء من خلال بث الهلع في نفوس الاسرائيليين من ان استمرار حكمه لن يضمن لهم الأمن الشخصي. ورداً على سؤال المحاور عن كيفية تحقيق سلام مع الفلسطينيين ازاء تباهيه بأنه لم يتنازل عن شيء وبعدم احترامه للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال باراك بلهجة عنصرية: "هل تظن انني اتمتع بالجلوس الى جانب عرفات؟ صدقني انني لا اتمتع بذلك، وكنت أفضل الجلوس مع سويديين أو نرويجيين لو كانوا خصومنا، لكننا ملزمون بالجلوس مع عدونا لحل المشكلة لأنني لست مستعداً لقيادة اسرائيل في مغامرة عسكرية جديدة كما حصل عام 1973 عندما خضنا حرباً لأننا آثرنا الإبقاء على شرم الشيخ من دون سلام على سلام من دون شرم الشيخ" في اشارة الى مقولة وزير الدفاع في حينه موشيه ديان. واحتدم باراك غيظاً على سؤال المحاور لماذا لا يترك السباق لبيريز، صاحب الحظوظ الأفضل في استطلاعات الرأي، ورد بحزم: "أقسم بشرفي أنني لن أتنازل في كل الاحوال، بل أقول لكل من يسعون الى ذلك، من معسكر اليسار انهم يقدمون خدمة جليلة لارييل شارون". من ناحيته أعلن شارون انه كرئيس حكومة سيعمل على إبقاء هضبة الجولان وجنوب قطاع غزة، اضافة الى منطقة الغور تحت السيادة الاسرائيلية "كونها مناطق أمنية حيوية"، وكرر ما سماه "التزامه بالإبقاء على القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية". وقال شارون ان الأمن أهم من السلام وان الاسرائيليين بحاجة الى عودة الهدوء والأمان في حياتهم اليومية. ومرة اخرى، ارتفعت اصوات تطالب بعدم اقحام الشكل في الدعاية الانتخابية وذلك في اعقاب نشر صورة للجندي شارون شيطوبي الذي قتل قبل شهرين في مواجهة مع الفلسطينيين في قطاع غزة. وظهر الجندي في دعاية باراك وهو يلوح بالعلم الاسرائيلي اثناء الانسحاب من جنوبلبنان، في ايار مايو العام الماضي. وقدم طاقم باراك اعتذاره للعائلة ووعد بعدم تكرار المشهد. وقال والد الجندي ان زوجته اصيبت بالانهيار العصبي، عندما رأت صورة ابنها، وقال انه يطالب بعدم استعمال صور لجنود قتلوا في الدعاية الانتخابية "على رغم ان ابني كان سيصوت لباراك لو انه ما زال على قيد الحياة".