سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاجأ العرب عندما أيد تعيين وزير "من الاقليات" وتحدث عن "تنازلات مؤلمة" في عملية السلام . شارون يحاول خلع بزة "الصقر" لجذب اصوات الوسط وعدم استفزاز العرب
يسعى المستشارون الاعلاميون لمرشح "ليكود" لرئاسة الحكومة ارييل شارون الى ازالة بزة "الصقر" عن صدر شارون بهدف جذب أصوات الوسط وعدم اثارة الناخبين العرب ودفعهم الى صناديق الاقتراع للتصويت لصالح ايهود باراك. ويرى هؤلاء ضرورة ان يلف شارون تصريحاته بالضبابية لئلا يستعملها معسكر باراك سلاحاً لمحاربته بها. استجابة لمشورة المستشار الاميركي الخاص ارثور فنلكشتاين الذي استدعي خصيصاً ليرأس الطاقم الاستراتيجي لمرشح ليكود لانتخابات رئاسة الحكومة ارييل شارون، تجنب شارون الرد المباشر والصريح على أسئلة المحاور في التلفزيون الاسرائيلي ليل أول من أمس، فلم يعلن جهارة شروط أحزاب اليمين لدعمه، وهي شروط تتعلق بعدم قبول حكومته، في حال فوزه بالانتخابات، بالاتفاق الذي قد ينجزه ايهود باراك مع الفلسطينيين. واكتفى شارون بتقديم النصح لليمين "الذي اسقط في الماضي حكومتي اسحق شامير وبنيامين نتانياهو وحصل على حكومة اسوأ"، ثم كرر دعوته "لباراك للانضمام الى حكومة وحدة وهي الحاجة الملحة في هذا الوقت". كما تجنب شارون مهاجمة باراك شخصياً "فليس سراً انني استلطفه ... لكنه يفتقر الى التجربة الكافية لإجراء مفاوضات، بينما انا صاحب تجربة غنية وأعرب كيف يمكن انجاز اتفاق سلمي أفضل". ورفض الخوض في تفاصيل كيفية انجاز اتفاق كهذا، مكتفياً بالإشارة الى انه يؤيد اتفاقاً متعدد المراحل وللمدى البعيد "يضمن سلاماً صحيحاً وواقعياً". وتابع ان السلام يقتضي تنازلات ليت أقل ايلاماً من الحرب. ستكون تنازلات مؤلمة، لكن لن نتنازل في مسألتي القدس وعودة اللاجئين أو ابنائهم أو احفادهم كما يتحتم علينا الحفاظ على مناطق أمنية تضمن سلامة اسرائيل". وقال شارون انه لا يسعى لوقف عملية السلام، لكن ما يقوم به باراك قد يورط الحكومة القادمة "خصوصا انه يفعل ذلك لأغراض انتخابية ويعرض مصير الدولة للخطر في مسعى منه لانتخابه مجدداً". واستبعد ان يؤدي تنصله من اتفاق باراك مع الفلسطينيين الى مواجهة مع الادارة الاميركية الجديدة، وكشف امر محادثة هاتفية اجراها معه الرئيس المنتخب جورج بوش "أوضحت فيها المخاطر الامنية الكامنة" وتباهى بعلاقته الحميمة مع مستشارة الأمن القومي البروفيسورة غونداليزا رايس. وفاجأ شارون المشاهدين في محاولته خطب ود المواطنين العرب حين قال انه يؤيد تعيين وزير "من الاقليات، انها فكرة جيدة سأدعمها. انه أمر طبيعي تعيين وزير من الاقليات"، وهي اشارة الى انه قد يعين وزيراً من الطائفة العربية الدرزية. من ناحيته، رأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان شارون لا يأتي للناخب بأي جديد، وهو يذكر بموشي ديان الذي قال في حينه انه "يفضل شرم الشيخ من دون سلام على سلام من دون شرم الشيخ". وزاد ان شارون لن يوافق على التنازل على اكثر من 50 في المئة من أراضي الضفة الغربية وان خيار العودة الى حدود 1967 غير قائم في قاموسه وهو ليس مستعداً لتقسيم القدس أو التنازل عما يسميه مناطق أمنية ولن يتنازل عن المعابر الدولية أي عن مراقبة كاملة أو سيطرة على العلاقات بين الدولة الفلسطينية وجاراتها العربيات. وعليه ليس من الغرابة ان يقول شارون انه لا يمكن التوصل، اليوم الى اتفاق سلام ثابت مع الفلسطينيين وهو يهدئ روع الاسرائيليين بالقول ان "الوقت ليس ضد اسرائيل انما يجب الحذر من الاخطار الكامنة في السنوات الخمس - العشر المقبلة ... باختصار لا جديد في طرح شارون السياسي أو الأمني". من جهة ثانية، قال وزير الخارجية شلومو بن عامي ان اسرائيل تذهب الى انتخابات جديدة لانتخاب جنرال سلام أو جنرال حرب "إنها ساعة الحسم التي ستحدد فيها اسرائيل حدودها الثابتة وتضع حداً لحرب 1948 بعد ان يتم شطب مشكلة اللاجئين من جدول الاعمال وتعلن الدول العربية انهاء النزاع وهما مكسبان لم نستطع تحقيقهما في حروبنا كافة". واضاف بن عامي ان مقترحات كلينتون تتحدث عن "القدس كمدينة يهودية هي الأكبر في تاريخ شعب اسرائيل يعترف بها العالم والقانون الدولي عاصمة لاسرائيل". وأضاف: "اننا لا نحدث عن اعادة تقسيم القدس انما على توزيع صلاحيات في شطري المدينة، مع ضمان مدينة مفتوحة وحرية التوجه الى أماكن العبادة ... اننا في لحظة حل وسط تاريخي يتيح لنا ان نكون جزء في هذه المنطقة بسلام معقول وواقعي ومضبوط ... سلام مع آليات تطبيق ومراقبة دولية صارمة. لا يمكننا مواصلة العيش في هذه البقعة ونحن ندير ظهرنا للمجموعة الدولية. ولا يمكن ان نحصر وجودنا في السؤال حول سيادتنا في جبل الهيكل الحرم القدسي. الأهم هو ان نحافظ على القدس مع البلدات ال11 المحيطة بها والتي يعتبرها الفلسطينيون والعالم مستوطنات، فيما المقترحات الحالية تضمن بقاءها".