} اتخذ القضاء الاندونيسي قراراً مفاجئاً بوقف محاكمة الرئيس السابق سوهارتو بتهمة الفساد، وذلك بسبب سوء حاله الصحية. وقوبل القرار الذي ارفق برفع الاقامة الجبرية عن الرئيس السابق، باحتجاجات من جانب خصومه. وفي محاولة لامتصاص النقمة، اعلنت السلطات عزمها على اعتقال النجل الاصغر لسوهارتو الذي دين بالفساد. جاكارتا - أف ب، أب - توقفت فجأة محاكمة الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو بتهمة الفساد، اذ قرر القضاة امس، رفض القرار الاتهامي، بعدما استمعوا الى تقرير طبي مستقل اعتبر ان الحال الصحية والعقلية لسوهارتو لا تسمح له بالمثول امامها. كما رفع القضاة قرار فرض الاقامة الجبرية على سوهارتو في جاكارتا. واثار قرار المحكمة دهشة المراقبين واستياء في صفوف خصوم الرئيس السابق. وقامت على الاثر مواجهات حادة بين شرطة مكافحة الشغب ومئات المتظاهرين الشبان الغاضبين المسلحين بالحجارة والزجاجات الحارقة. وجرح حوالى عشرين متظاهراً على الاقل كما اوقفت الشرطة سبعة آخرين. واعلنت هيئة الاتهام انها ستستأنف الحكم من اجل ادانة الجنرال السابق البالغ من العمر 79 عاماً، بتهمة اختلاس 571 مليون دولار من الاموال العامة عبر مؤسسات خيرية تعمل لصالح اصدقاء له او افراد من عائلته، وذلك طيلة 32 عاماً من حكمه. وكانت لجنة مستقلة من 24 طبيباً قامت الاسبوع الماضي بفحص سوهارتو وخلصت الى ان الحال الصحية والعقلية للمتهم لا تسمح له بحضور المحاكمة وان هذه الوضع دائم. وقال الطبيب جاكاريا الذي يترأس اللجنة الطبية امام المحكمة ان كل الفحوص "تدل على ان سوهارتو غير مؤهل عقلياً للمثول امام المحكمة". وكان محامو سوهارتو يؤكدون منذ شهور ان موكلهم يعاني، بعد تعرضه لثلاث ازمات قلبية منذ عام 1999، من امراض عصبية تجعله غير قادر على فهم الاسئلة والتعبير في شكل واضح، فضلا عن اصابته بفقدان الذاكرة. واعتبرت المحاكمة اختباراً للديموقراطية في اندونيسيا البلد الشاسع البالغ عدد سكانه 210 ملايين نسمة، بعد عامين من سقوط سوهارتو في ايار مايو 1998 اثر تظاهرات طلابية كثيفة. وعقدت الجلسة الثالثة من المحاكمة في اجواء متوترة بعد سلسلة الاعتداءات التي وقعت في جاكارتا خلال الاسابيع الماضية. واتهم الرئيس عبدالرحمن وحيد "تومي" الابن الاصغر للرئيس السابق بالتورط في هذه الاعتداءات. لكن الشرطة اعلنت ان لا ادلة كافية ضده. ولدى اصدار المحكمة قرارها، وقعت مواجهات عنيفة مجددا بين عناصر الشرطة ومئات المتظاهرين المسلحين بالحجارة والزجاجات الحارقة تحت وابل من المطر. وفي محاولة لامتصاص النقمة، اعلنت السلطات الاندونيسة انها ستبادر سريعاً الى توقيف تومي سوهارتو الذي ادانته المحكمة العليا بالسجن 18 شهراً في قضية فساد اخرى. ويعتبر تومي سوهارتو رجل الاعمال الثري البالغ 37 عاماً رمزاً لتسلط نظام سوهارتو. واعلن وزير العدل وحقوق الانسان يسري اهداء ماهندرا ان تومي سيعتقل في سجن سيبينانغ الخاضع لحراسة مشددة في جاكارتا. واوقف في السجن نفسه العديد من السجناء السياسيين في عهد سوهارتو. وقال وزير العدل الاندونيسي يسري ماهندرا انه نسق مع ادارة العدل في جاكارتا وسلطات السجن من اجل ايداع تومي واسمه الكامل هوتومو ماندالا بوترا السجن، في غضون يوم او يومين. واضاف: "يجب ان يطبق القانون. اننا نتخذ استعدادات لايداعه السجن. ليس هناك حل وسط".