لندن - "الحياة"، رويترز - عاودت اسعار النفط ارتفاعها مقتربة من المستويات القياسية التي سجلتها في الايام السابقة لمؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا يوم الاحد الماضي بعد تزايد التوتر في منطقة الخليج وتحذير الولاياتالمتحدة للعراق من احتمال استخدام القوة العسكرية اذا هدد الكويت. وحافظت اسعار النفط على مستوى يزيد على 34 دولاراً للبرميل للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول أكتوبر، علماً ان العمل بعقود الشهر المذكور انتهت رسمياً أمس وبدأ العمل بعقود تشرين الثاني نوفمبر. وفي اوروبا عاد المتظاهرون البريطانيون والبلجيك الى بيوتهم بعد احتجاجات على ارتفاع اسعار البنزين استمرت أياماً في حين استمر غضب سائقي الشاحنات من ارتفاع الاسعار في المانيا واسبانيا وايرلندا وهولندا. وارتفع خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الثاني في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 33.23 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 94 سنتاً على السعر في اواخر التعامل أول من أمس، بينما ارتفعت تعاقدات الخام الاميركي الخفيف تسليم تشرين الاول في سوق "نايمكس" الاميركية أمس الى 35.13 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.06 دولار على سعر الاقفال السابق. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلا عن امانة المنظمة أن سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس ليصل الى 30.91 دولار للبرميل من 30.40 دولار يوم الاربعاء. ويشار الى ان اعلى مستوى سجلته اسعار خام القياس الاميركي كان 35.85 دولار للبرميل وذلك في الاسبوع الماضي وقبل اجتماع وزراء "أوبك" في فيينا الذي تم الاتفاق خلاله على زيادة انتاج المنظمة بمقدار800 الف برميل يومياً الى 26.2 الف برميل، يستثنى منها انتاج العراق الذي يبلغ حالياً نحو ثلاثة ملايين برميل. ويشار الى ان الزيادة هي الثالثة السنة الجارية وترفع انتاج المنظمة خلال السنة بمقدار 3.2 مليون برميل يومياً. وبدأ الارتفاع الاخير في الاسعار بعد ان اتهم العراقالكويت أول من أمس بالاستيلاء على النفط من حقوله الجنوبية وهدد باتخاذ تدابير مناسبة. وقال متعاملون ان اسعار النفط تأثرت خلال اليومين الماضيين من خطر اعصار في منطقة خليج المكسيك الذي يعتبر مصدر 20 في المئة من انتاج النفط الاميركي و25 في المئة من انتاج الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة. ونفت الكويت هذه المزاعم وقال وزير خارجيتها الشيخ صباح الاحمد الصباح: "لم نسرق شيئا. عندما يأخذ المرء شيئا ًمن أرضه المملوكة له فان ذلك لا يمكن أن يكون سرقة". وقالت "أوبك" اول من امس انها تعرض في الاسواق كميات نفط تزيد على الحاجات العالمية، غير انها ربما تزيد الانتاج مرة اخرى اذا استدعى الامر. وأشارت "اوبك" في بيان ان "المسؤولية عن ارتفاع الاسعار تقع بشكل مباشر على عاتق الحكومات التي ترى ان من مصلحتها ان تفرض مستويات باهظة من الضرائب على المنتجات البترولية". رئيس "أوبك" وقال علي رودريغيز وزير الطاقة الفنزويلي رئيس "أوبك" ان المنظمة يمكنها الوصول الى طاقتها الانتاجية القصوى في غضون شهرين اذا كان ذلك ضرورياً لخفض اسعار النفط المرتفعة التي تقترب من اعلى مستوياتها في عشر سنوات. واضاف رودريغيز ان "أوبك" لديها طاقة انتاجية احتياطية قدرها ثلاثة ملايين برميل يومياً "ولذلك فانه ليس هناك سبب للخوف من نقص النفط في العالم". واشار محللون الى ان المنظمة تضخ كميات اكبر من اي وقت خلال العشرين عاماً الماضية وان السعودية وحدها بين اعضاء المنظمة التي تملك فائضاً في الطاقة الانتاجية يتيح لها زيادة الانتاج. الى ذلك قال مسؤول ايراني في قطاع النفط ان بلاده تهدف الى زيادة صادراتها الى 2.45 مليون برميل يوميا ً بدءاً من الشهر المقبل في اطار حصة انتاج "أوبك" الجديدة. وقال حجة الله غانمي فرض القائم باعمال نائب رئيس شركة البترول الوطنية الايرانية نيوك ان 60 في المئة تقريباً من هذه المبيعات ستتجه الى الشرق الاقصى وتخصص النسبة الباقية من المبيعات لاوروبا وافريقيا.