وسط مظاهر الحزن والأسى التي سادت في مطار القاهرة، انهمرت دموع الحاضرين أثناء إنزال صناديق نقلت فيها جثث الضحايا المصريين لكارثة طائرة شركة "طيران الخليج"، التي سقطت مساء الأربعاء الماضي في مياه الخليج قرب مطار البحرين. وأجهش كثيرون من أهالي الضحايا سواء الذين رافقوا صناديق الموت في رحلة العودة، أو الذين انتظروهم في سرادق جهزته السلطات المصرية، كما بكى الصحافيون وهم يرون جثث أطفال وضعت في صناديق صغيرة، ويلحظون أن أسراً كاملة كانت ضحية الكارثة. ونقلت سيارات اسعاف من مدرج المطار الجثث الى مثواها الأخير. وكانت طائرة تابعة لشركة "طيران الخليج" أقلت الصناديق وحوالى 135 من أفراد أسر الضحايا، وصلت ظهر أمس الى مطار القاهرة، حيث انهيت اجراءات الجوازات على متن الطائرة للركاب العائدين، في حين انهيت اجراءات الحجر الصحي للإفراج عن الجثث، تحت الطائرة، ثم نقلتها سيارات الإسعاف بعدما تعرف المرافقون اليها. وصرح وزير النقل المصري الدكتور ابراهيم الدميري، الذي كان في مقدم مستقبلي أسر الضحايا في المطار، بأن الرئيس حسني مبارك "أصدر تعليمات مشددة لتسهيل كل المتطلبات للتعرف الى الجثث ونقلها في اسرع وقت، وتذليل كل الصعاب أمام أسر الضحايا". وذكّر بأن شركة "طيران الخليج" أعلنت أنها ستصرف 25 ألف دولار لذوي كل ضحية حتى الانتهاء من التحقيقات. وأعلن الدميري أن الحكومة البحرينية "وافقت على طلب مصر حضور التحقيقات بصفة مراقب"، موضحاً أن لجنة فنية مصرية مصغرة ستشكل لحضور التحقيقات. وعما تردد عن دفن جثث مصرية بطريق الخطأ في البحرين، قال الوزير: إن "حكومة البحرين قامت بعمل إنساني جيد للتخفيف عن أسر الضحايا، فعرضت في البداية صور الضحايا بدلاً من رؤية الجثث، ولذلك حدث لبس في التعرف الى الجثث من الصور، ونتيجة لذلك دفنت جثتان في السعودية وثالثة في البحرين". وزاد ان هناك اتصالات مع ذوي الثلاثة لتحديد هل يبقى الوضع كما هو أم تعود الجثث إلى مصر، مؤكداً استعداد الحكومة المصرية لتلبية رغبات أهالي هؤلاء الضحايا. الى ذلك، أكد نائب رئيس شركة "طيران الخليج" السيد علي الأحمدي الذي وصل الى القاهرة على متن الطائرة انه اتفق على صرف 25 ألف دولار كتعويض مبدئي لأسر الضحايا و"سيفتح حساب في أحد البنوك المصرية تسهيلاً على ذويهم". وزاد ان دفعات أخرى ستصرف بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية. وتابع ان "لجنة من هيئة الطيران المدني البحريني ولجنة فنية من شركة الآرباص بدأتا التحقيق في الحادث"، مشيراً الى أن اسبابه ليست معروفة بعد. وأوضح أن عدد الجثث التي نقلت الى القاهرة بلغ 65 وأن باقي جثث الركاب المصريين لم يتم التعرف اليها بعد.