شهدت مستويات منتخبا الناشئين والشباب لكرة القدم في السعودية تراجعاً لافتاً في الأعوام الأخيرة، بعد ان حققا في الماضي القريب انجازات تاريخية في البطولات الآسيوية والعالمية. الامر اقلق المسؤولين، فاعلن الاتحاد السعودي أخيراً عن برنامج متطور لاعادة المنتخبين السنية الى سابق عهدهما. واختار الاتحاد الخبير السويسري كونز للاشراف على منتخب الناشئين، والأرجنتيني بيتشامي للاشراف على منتخب الشباب، استعداداً لتصفيات بطولتي العالم للناشئين والشباب المقبلتين. وكان منتخب الناشئين السعودي حقق انجازات لافتة عام 1985 عندما تأهل الى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للناشئين في الصين، وفي عام 1987عندما تأهل الى النهائيات في كندا، قبل أن يحقق انجازاً تاريخياً عام 1989عندما فاز بكأس العالم على حساب المنتخب الاسكتلندي صاحب الضيافة. بيد أن هذا المنتخب غاب عن النهائيات منذ 1989، ولم يتمكن من تسجيل اي انجاز يذكر على صعيد البطولات الآسيوية. اما منتخب الشباب، فسجل حضوراً مميزاً من خلال التأهل الى نهائيات بطولة العالم خمس مرات في الأعوام 1985 في موسكو و1987 في سانتياغو و1989 في الرياض و1993 في ادنبرة و1999 في لاوس، فضلاً عن فوزه بالكأس الآسيوية عام 1987 في الرياض، وعام 1992 في أبوظبي. وعلى رغم تواجد المنتخب في المونديال الأخير في نيجيريا، الا أنه لم ينل اعجاب جماهير الكرة في المملكة لأنه فشل في تقديم عروض مقبولة ما جعل الكثيرين يجزمون بتراجع المستوى من بعد عام 1993. ويولي رئيس اتحاد الكرة الأمير سلطان بن فهد اهتماماً خاصاً بالناشئين والشباب، ونفذ الاتحاد في الأعوام الأخيرة خططاً لتطوير مستوى اللاعبين الناشئين والشباب في الأندية المحلية، ونظم بطولتي دوري لهاتين الفئتين على مستوى المملكة بدلاً من مسابقات المناطق. وتحظى مباريات الناشئين والشباب بمتابعة جماهيرية جيدة، خصوصاً ان اللاعبين الصغار يحرصون دائماً على تقديم العروض القوية وبذل كل جهد من اجل اثبات الذات وتحقيق البطولات ونيل الجوائز المالية المرصودة للفرق الثلاثة الفائزة بالمراكز الاولى. ويُرجع البعض هبوط المستوى، الى عدم اهتمام الأندية باللاعبين الناشئين والشباب، وتوجيه جل الاهتمام الى اللاعبين الكبارالذين يمثلون أهمية كبرى لرؤساء الأندية والجماهير. ويرى البعض الاخر أن اللاعبين الناشئين والشباب الحاليين يقلون كثيراً في المهارات والمستوى عن سابقيهم، وأن ظهور اللاعبين الموهوبين بات أقل من السابق، خصوصاً أن ممارسة كرة القدم لم تعد تهم الصغار لأنهم باتوا يفضلون الألعاب الالكترونية والانترنت ومشاهدة المحطات الفضائية على الذهاب الى الأندية ولعب كرة القدم.