موسكو - أ ف ب - زلزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ تسلمه السلطة قبل ثلاثة اشهر اقدام النافذين الذين كانوا يتمتعون بنفوذ واسع ابان فترة حكم الرئيس السابق بوريس يلتسن، وهم يعيشون اليوم هاجس ان يصبحوا الهدف المقبل للحكم والتعرض لملاحقات قضائية او لحرب العصابات. واعتبر الخبير الاقتصادي كريستوفر غرانفيل من مجموعة "فليمينغ يو سي بي" المالية ان "الوضع خلال حكم يلتسن كان مجمداً على مدى سنوات عدة كما جرى تقريباً خلال فترة حكم الزعيم السوفياتي السابق ليونيد بريجنيف. اما اليوم فلم يعد هناك اتفاق واختلطت المواقف بين مختلف اللاعبين، واصبح كل شىء ممكناً في النزاع على السلطة". وكان الاقتصادي من المجموعة نفسها الكسي زابوتكين لاحظ اخيراً بان "المأزق الذي وقعت فيه الاقلية الحاكمة يتمثل في ان أي طرف منها لا يفهم قواعد اللعبة الجديدة". ووجد عدد من رجال الاعمال النافذين انفسهم منذ 13 حزيران يونيو الماضي، تاريخ اعتقال قطب الاعلام المستقل فلاديمير غوسينسكي، مهددين من دون التمكن من ايجاد رابط مع الرئيس الروسي الجديد الذي اكد عزمه خفض نفوذهم. والقت النيابة العامة في 20 حزيران شكوكاً حول عملية الخصخصة في شركة "نوريلسك نيكل"، اول منتج عالمي للنيكل المعدن الابيض والبالاديوم التي تسيطر عليها مجموعة "انتيروس" بزعامة فلاديمير بوتانين الذي استقبله الرئيس الروسي الخميس الماضي. وقال الكسي فينيديكتوف رئيس التحرير في اذاعة "صدى موسكو"، التي تنتمي الى مجموعة "ميديا موست"، "انه ابتزاز. لقد كان بوتانين اول رجل اعمال يوقع رسالة دعم ارباب العمل الروس الكبار لفلاديمير غوسينسكي" حين سُجن لثلاثة ايام. وعلقت صحيفة "كوميرسانت"، التي يسيطر عليها رجل الاعمال بوريس بيريزوفسكي، ان "بوتين لا يزال يستعرض رجال الاعمال النافذين"، وان اللقاء في الكرملين يشبه لقاء "بين مدرب كرة قدم يدعو مهاجماً الى الانضمام لفريقه". وخضعت شركة "تيومين" النفطية، التي تسيطر عليها مجموعة "ألفا" برئاسة بيوتر افين وميخائيل فريدمان، الاربعاء الماضي لعمليات تفتيش في اطار تحقيق في قضية خصخصة. لكن الصحافة افادت ان أي رابط لم يحدد بين هذه القضية والكرملين حيث من المحتمل ان يكون منافسون للمجموعة وراء عمليات التفتيش. لكن في المقابل تبدو جهود الكرملين لزيادة نفوذه على عملاق الغاز "غازبروم"، اول منتج عالمي للغاز، برئاسة رجل اعمال آخر هو ريم فياكيريف واضحة مع تعيين ديميتري ميدفيديف المقرب من بوتين والذي ادار حملته الانتخابية رئيساً جديداً لمجلس الادارة الجمعة الماضي. واعتبر الخبير السياسي فلاديمير بريبيلوفلسكي ان الهجمات الاخيرة على رجال الاعمال النافذين هي انعكاس للنزاع بين العصابات ولا علاقة للرئيس الروسي بها. وقال ان "بوتين يود رؤية كل العالم في حال استنفار، وينتظر معرفة اي مجموعة ستخرج منتصرة". وما يزيد من حدة اجواء عدم الاستقرار التي تلقي بثقلها على اوساط الاعمال انه لا تجري معاملة كل رجال الاعمال بالطريقة نفسها. فاولئك الذين تحوم حولهم سمعة الاحتفاظ ببعض النفوذ في الكرملين، مثل بوريس بيريزوفسكي او رومان ابراموفيتش، لا يعتريهم أي قلق حتى الآن في حين انهم جمعوا ثرواتهم على غرار الباقين بفضل عمليات الخصخصة. واعتبر رئيس التحرير في اذاعة "صدى موسكو" ان "بوتين يريد اعادة توزيع الثروات لصالح رجال النفوذ المقربين من السلطة".