كانت مشاركة المهاجم الانكليزي الشاب جداً مايكل اوين في مونديال فرنسا قبل عامين،اشبه بانفجار "قنبلة نووية" في اجواء كرة القدم العالمية. في فرنسا 98، اعتبر النقاد والمتابعون ان لاعب ليفربول يشكل علامة فارقة في ميدان اللعبة، وانه يمثل الموهبة الافضل بعد اسطورة الكرة البرازيلية بيليه... لكن ماذا قدم اوين منذ ذلك الحين؟ في الواقع، قدم القليل... لكن يبقى المهم: هل باستطاعته تكرار أدائه العالمي الرائع في نهائيات أمم أوروبا التي تنطلق بعد ايام في هولندا وبلجيكا؟ وهل باستطاعته تسجيل هدف مثل ذلك الهدف الرائع الذي أحرزه في مرمى الأرجنتين في المونديال الفرنسي؟ والاكيد ان هذه التساؤلات تدور ايضاً في ذهن المهاجم الصغير سناً وحجماً 20 عاماً و165 سنتيمتراً، وهو اجاب عن جزء منها بتسجيله هدفاً ولا أجمل ضد البرازيل السبت الماضي في المباراة الودية التي انتهت بالتعادل 1-1 على استاد ويمبلي في لندن، فذكر محبيه بقدراته، موضحاً انه قابل ل"الانفجار" مجدداً في النهائيات الاوروبية. وأوين لا يريد أن ينسى عشاقه هدفه الشهير في مرمى الارجنتين، لكن في الوقت ذاته لا يريدهم أن يتذكروه بهذا الهدف فقط: "من الجميل أن تتذكر الجماهير هذا الهدف، لكن اريد ان أضيف أهدافاً مماثلة حتى لا أبقى ذلك اللاعب صاحب الهدف الجميل في المونديال الفرنسي... ببساطة اريد ان يعرفني الناس اكثر باهدافي الكثيرة الجميلة". وأضاف: "منذ ذلك الهدف، بات الجميع ينتظرون مني تسجيل أهداف مماثلة في كل مباراة أخوضها، وجاء هدفي أمام البرازيل في الوقت المناسب خصوصاً اننا على مشارف بطولة مهمة. وهو أزاح عن عاتقي حملاً كبيراً لأنه جاء تحديداً في شباك أقوى فريق في العالم، فكان بمثابة جرعة كبيرة زادت ثقتي بنفسي بعد موسمين تعرضت فيهما لاصابات مستمرة أبعدتني عن الملاعب شهوراً عدة". الأفضل في العالم ولا يخفي اوين طموحه في المنافسة على الكرة الذهبية ولقب أفضل لاعب في العالم مثلما حصل على لقب أفضل أصغر لاعب في العالم بعد المونديال الفرنسي: "اعلم انني مطالب بتسجيل الكثير من الاهداف المميزة باستمرار حتى لا ابقى لاعباً عادياً، لأنني اريد ان أكون الأفضل في العالم، وأنا قادر على تحقيق ذلك، لأن ارادتي قوية وثقتي بنفسي لا حدود لها". وأضاف: "المشوار لا يزال طويلاً، وفي كل يوم اتعلم شيئاً جديداً. وفي كل تدريب أخوضه، أحاول تحسين امكاناتي من كل الجوانب كالتسديدات البعيدة المدى والرأسية والمراوغة السريعة وغيرها... واخيراً تمكنت مع مدرب المنتخب كيفن كيغان من تحسين طريقة تسلمي للكرة والاحتفاظ بها بطريقة أفضل من السابق". يذكر ان هدف اوين أمام البرازيل كان السادس له في 19 مباراة مع المنتخب، منها 11 لعبها منذ البداية و8 مباريات حل بديلاً أو استبدل خلالها. ولم تكن طريقة تسجيل الهدف فقط هي التي أثارت اعجاب كيغان، وإنما الثقة العالية التي لعب بها والأداء الحماسي الذي قدمه خلال المباراة ما دفع المدرب الى التعليق بقوله: "احذروا اوين في النهائيات الأوروبية لأنه سينفجر مجدداً". الثنائي اوين وشيرر وعن شريكه في قيادة خط الهجوم الانكليزي آلن شيرر، وما تردد حول انهما لا يصلحان للعب معاً لتشابه طريقة ادائهما، قال اوين: "شيرر يؤدي بطريقة مختلفة عما قدمه كلياً، ولا أدري كيف يصفنا البعض بالمتشابهين... شيرر يعتمد على قوته الجسدية وعلى الكرات العرضية والثابتة في تسجيل الأهداف، أما أنا فأعتمد على السرعة والمكر والخداع". وأضاف: "اعلم اننا لم نبهر العالم معاً وشراكتنا لم تكن ناجحة إلى حد كبير، لكن نحن نلعب ضمن فريق وإذا فشل لاعبو الوسط أو بقية أفراده في توفير الفرص المناسبة لنا للتسجيل يجب ألاّ يلومنا احد، لن أغير طريقة لعبي لأنها هي التي تميزني عن غيري ولا استطيع اللعب بطريقة شيرر أو اميل هيسكي، ولهذا عليّ اللعب بطريقتي التي أجيدها". يذكر ان انكلترا تلعب في النهائىات الاوروبية ضمن المجموعة الأولى الى جانب المانيا ورومانيا والبرتغال.