سيدني - أ ف ب - اختار وزير الهجرة الاسترالي فيليب رودوك القيام بحملة اعلامية قوية في محاولة لثني المهاجرين غير القانونيين عن القدوم الى استراليا، مستخدماً لقطات تلفزيونية تظهر تماسيح واسماك قرش اشداقها مفتوحة بانتظارهم. والحكومة التي اختارت هذه المشاهد ذات التأثير القوي، سئمت من الزيادة المتواصلة في كلفة الابقاء على ستة مخيمات احتجاز تستقبل نحو 3600 مهاجر غير شرعي غالبيتهم من الشرق الاوسط، أتوا على متن زوارق اندونيسية. ووزع رودوك الاسبوع الماضي على محطات تلفزيونية عدة في العالم، لا سيما في ايران والاردن وسوريا وتركيا وباكستان، هذه اللقطات التي تؤكد انه في حال افلت المهاجرون من اشداق التماسيح وسمك القرش الرهيبة سيواجهون صحارى غير مضيافة حيث تنتظرهم الافاعي السامة. وقال رودوك مدافعاً عن حملته "قد يظن البعض ان هذه اللقطات مبالغ بها ومثيرة بعض الشىء وكثيرة الفظاعة واننا نحاول ان نرعب من دون فائدة اشخاصاً حتى لا يأتوا الى استراليا. لكن أود أن اشدد هنا على ان كل المعلومات الواردة في اللقطات صحيحة وتشكل رادعاً قوياً امام الاتجار المجرم بالبؤس البشري". لكن منظمات الدفاع عن اللاجئين قالت ان هذه الحملة "بشعة"، معتبرة ان على الوزير شن حملة على مهربي اللاجئين وليس على الضحايا. وقال رئيس مجلس المجموعات الاتنية في مقاطعة نيو ساوث ويلز، بول نيكولاو، ان من المهم مكافحة الهجرة غير القانونية. الاّ انه اضاف "لن نتوصل الى ذلك عبر التماسيح وسمك القرش" وزاد "اذا كنت اواجه خطر ان اقتل بسبب القصف او ان اسجن وان اترك لاموت من الجوع، فافضل عندها ان اتوجه الى بلد فيه تماسيح وسمك قرش". ورأت ماريون لي رئيسة المجلس المستقل للدفاع عن اللاجئين انه بدلاً من استخدام لقطات من هذا النوع من الافضل على رودوك ان يقول للذين يرغبون بالهجرة بطريقة غير قانونية الى استراليا ما ينتظرهم في هذا البلد في ظل الحكومة الحالية. وقالت ان "على الوزير ان يفسّر لهم انه في حال جاؤوا الى استراليا بهذه الطريقة لن يتم الترحيب بهم وسيتم احتجازهم ويُسلب منهم حق لم شمل عائلاتهم ويحتجزون في مخيمات بعيدة عن كل شيء لمدة خمس سنوات احياناً". وأضافت "لا تأتوا! فإن الأمر لا يستحق هذه المخاطرة. ستتعرضون لسوء المعاملة ليس على يد التماسيح بل على يد الحكومة الاسترالية". وتمرد مطلع الشهر الجاري 750 طالب لجوء في المخيمات التي يحتجزون فيها، احتجاجاً على ظروف ايوائهم والمدة الطويلة التي يستغرقها درس طلباتهم. واتى هذا التمرد اثر تهديد نحو 100 شخص من لاجئي القوارب من الشرق الاوسط بالانتحار بسبب اليأس. وبدأ قسم آخر من اللاجئين اضراباً عن الطعام عبر خياطة شفاههم احياناً. واثر حركات الاحتجاج هذه بدأت الحكومة بدرس اجراءات جديدة لتعزيز الامن في هذه المخيمات، منها نشر مجموعة من الحراس المسلحين ووضع حواجز من الاسلاك الشائكة، وفق بعض المعلومات. ورد اسقف اديلاييد المونسينيور ليونارد فوكنير مؤكداً انه في حال اتخذت هذه الاجراءات ستتحول هذه المراكز الى مخيمات اعتقال حربية فعلية. واضاف: "غادر هؤلاء الاشخاص بلادهم بسبب تعرضهم لاضطهاد ديني او بسبب معارضتهم السياسية، وبالنسبة للبعض ايضاً للحصول على حياة أفضل لهم ولعائلاتهم". واعتبر ان "معاملتهم كمجرمين امر ظالم لهم ويشكل كارثة لسمعة استراليا". في غضون ذلك، ينتظر آلاف من لاجئي القوارب في الارخبيل الاندونيسي للعبور الى استراليا.