كشفت موسكو أمس خططاً لنقل العاصمة الشيشانية من غروزني الى غوديريس، فيما توقع وزير الداخلية السابق اناتولي كوليكوف "نكسات كبيرة" للجيش الروسي، الربيع المقبل. واثر الاعلان عن "سقوط" غروزني ذكر نائب رئيس الوزراء الروسي نيكولاي كوشمان الذي يمثل الحكومة الروسية في الشيشان، ان موسكو لا تملك الأموال الكافية لإعادة بناء غروزني. وأضاف انه "لن يحدث شيء فظيع" اذا نقلت العاصمة مؤقتاً الى غوديريس التي لم تتعرض الى قصف خلال الحرب الحالية. ومعروف ان غروزني كانت من أكبر وأجمل عواصم جمهوريات القوقاز ابان العهد السوفياتي. وكان عدد سكانها يزيد على نصف مليون نسمة لكن عملية مكافحة الارهاب ارغمت أهالي المدينة على الهروب منها. وقررت موسكو نشر مطابخ ميدان عسكرية لإطعام السكان القلائل المتبقين في غروزني. واعلن وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان وحدات الجيش التي شاركت في "تحرير" غروزني ستسحب لأغراض "الراحة وإعادة التنظيم"، ويعني ذلك ان مسؤولية السيطرة على المدينة ستعهد الى قوات وزارة الداخلية. وذكر سيرغييف ان الشيشانيين تكبدوا خسائر فادحة وفقدوا 450 قتيلاً خلال الساعات ال24 الماضية. وتعهد نائب رئيس الأركان العامة فاليري مانيلوف بمنع تسلل وحدات شيشانية في اتجاه الشمال. وقال ان المقاومة في الجنوب ستظل محصورة في بؤر متفرقة. إلا ان الجنرال كوليكوف الذي كان تولى قيادة القوات الروسية اثناء الحرب السابقة حذر من "الافراط في التفاؤل". وتوقع "نكسات كبيرة" تواجهها القوات الروسية مع حلول فصل الربيع. على صعيد آخر، تزايدت المطالبة بتقديم ايضاحات عن مصير الصحافي الروسي اندريه بابيتسكي الذي يعمل لاذاعة "الحرية" الاميركية الناطقة بالروسية. وكان بابيتسكي اعتقل عند خروجه من غروزني الشهر الماضي ثم اعلن عن "مبادلته" بجنديين روسيين اسيرين لدى الشيشانيين. وعلى رغم ان قرار "المقايضة" اتخذ من قبل السلطات الروسية، فإن النيابة العامة الروسية اعلنت أمس انها ستصدر مذكرة اعتقال في حقه اذا لم يمثل أمامها قريباً. وأعلن وزير الأمن نيكولاي باتروشيف ان لديه معلومات ان بابيتسكي على قيد الحياة، ولكنه لم يحدد مكانه. ومن جهة اخرى، أعلن الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف في مقابلة مع صحيفة "لافانغارديا" الصادرة في برشلونه امس، نيته استعادة غروزني. وقال: "حالياً، تخلينا عن المدينة. وسنستعيدها لاحقاً". وقلل من الخسائر الشيشانية خلال الانسحاب نحو الجبال وتوقع حصول "حرب عصابات" قريباً. وأشار الى ان "وحدات الحرس الوطني والحرس الرئاسي ووزارة الامن وهي الافضل، انسحبت بطريقة منظمة". زمضى يقول ان "المجموعة الرئيسية التي تضم قرابة ألفي رجل، خرجت من دون خسائر. لكن مجموعة اخرى تضم ما بين 300 و400 رجل بقيادة اسماعيلوف واسرابيلوف وقعت في حقل الغام ومنيت بخسائر. لكن الجزء الاكبر من قواتنا خرج سالما وموجود حاليا في مكان آمن. لقد انتقلنا الى حرب عصابات. وسنحافظ على مواقعنا في وادي نهر ارغون". واعتبر من جهة اخرى ان "حجم الخسائر في الجانبين اكبر مرتين حاليا" مما سجل خلال حرب الشيشان الاولى 1994-1996. وأكد ان الروس خسروا ما بين سبعة وثمانية آلاف رجل والقوات الشيشانية ما بين 1500 وألفي رجل.