فر المطلوب الأول للدولة العبرية، القائد العسكري ل"كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد ضيف من سجنه في غزة قبل نحو خمسة أيام. وكشف موقع على شبكة "الانترنت" لمركز اعلامي يتبع حركة "حماس" يدعى المركز الفلسطيني للاعلام، أن ضيف فر من سجنه لدى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني قبل نحو خمسة أيام. ولم تؤكد حركة "حماس" أو تنفي نبأ فرار قائد جناحها العسكري من سجنه المحتجز فيه منذ سبعة شهور. وقال اسماعيل ابو شنب احد قياديي حركة "حماس" ل"الحياة": "لم نحصل على معلومات بعد تؤكد أو تنفي نبأ فراره". ورداً على سؤال ل"الحياة" ان كان مسؤولون في الحركة قد أجروا اتصالات مع السلطة الوطنية أو الأمن الوقائي قال أبو شنب: "حتى الآن لم نستطع الالتقاء مع جهات رسمية في الأمن الوقائي للوقوف على حقيقة الحدث". ورفض المسؤولون في جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، والذي يقوده العقيد محمد دحلان التعقيب على النبأ. ويعتبر ضيف المطلوب الأول لقوات الاحتلال الاسرائيلي، وتتهمه اسرائيل بالوقوف وراء عدد من العمليات العسكرية ضد اهداف اسرائيلية. ولم تدخر الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، ووحدات المستعربين جهداً في البحث عن ضيف وتقفي آثاره خلال السنوات الأخيرة لكن من دون جدوى. الا ان جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة استطاع تحديد المكان الذي كان ضيف مختبئاً فيه قبل نحو سبعة شهور فتوجه عدد قليل من الضباط الى المنزل الذي أقام فيه فترة طويلة في أحد احياء مدينة غزة، وتمكنوا آنذاك من اقناعه بتسليم نفسه لهم من دون مقاومة، وهو الأمر الذي تم فعلاً. وترددت اشاعات في قطاع غزة، في أعقاب القصف الاسرائيلي لمدينتي غزة ورام الله في الثاني عشر من تشرين الأول اكتوبر الماضي مفادها ان الأمن الوقائي اطلق ضيف تحسباً لوقوع القصف. وقال ابو شنب ان مسؤولين في الأمن الوقائي أبلغوا "حماس" انه تم نقل ضيف من سجنه في تل الهوا بمدينة غزة الى مكان آخر أكثر أمناً، وذلك تحسباً للقصف الاسرائيلي آنذاك. وقال صحافي فلسطيني شارك في مقابلة تلفزيونية اجرتها احدى المحطات الأميركية قبل يومين مع العقيد دحلان، ان الأخير قال اثناء المقابلة انه تم نقل ضيف من مقر الأمن الوقائي في حي النصر الى مكان آخر قبل فترة زمنية بسيطة من وقوع القصف الأخير لمدينة غزة خلال الشهر الماضي. ورفضت مصادر الأمن الوقائي التعقيب على هذه الأنباء. ولم يستبعد أبو شنب أن يكون تسريب نبأ فرار ضيف من سجنه، في حال صح هذا النبأ، رسالة موجهة الى الحكومة الاسرائيلية التي تخشى وتتوقع أن تقوم "كتائب عزالدين القسام" بهجمات عسكرية جديدة ضد أهداف اسرائيلية. وختم بالقول ان الأمن الوقائي مسؤول عن أمن ضيف وحياته، مستدركاً انه "في حال وقع له أي مكروه لا سمح الله، فإن ذلك سيكون من اسرائيل التي ليس لنا عدو غيرها"، مؤكداً ان أحداً من مسؤولي حركة "حماس" لم يتمكن من زيارته في سجنه طوال فترة انتفاضة الأقصى. وقالت مصادر أمنية في اسرائيل، ان ثمة عدم وضوح حتى الآن بالنسبة الى ظروف هرب ضيف، واعربت عن اعتقادها ان الهرب لم يأت بمبادرة من رئيس الأمن الوقائي في قطاع غزة محمد دحلان، الذي اعتقل ضيف، ويسود الاعتقاد في اسرائيل، حسبما أشارت صحيفة "معاريف" امس بأن سلطات الأمن الفلسطينية ستبذل قصارى جهدها للعثور على ضيف واعتقاله.