تجاوزت حصة قطاع السياحة من الناتج الوطني الخام في تونس حاجز ستة في المئة في العام الماضي للسنة الثالثة على التوالي طبقاً للتقرير السنوي الجديد للمصرف المركزي. وقدر التقرير أعداد السياح الذين زاروا تونس العام 1999 بنحو خمسة ملايين سائح أمضوا 33 مليون ليلة ودروا 1.954 بليون دينار نحو 1.5 بليون دولار. واكد التقرير ان هذه النتائج عززت مركز تونس بوصفها المقصد السياحي الأول في العالم العربي وكذلك في القارة الافريقية بعد افريقيا الجنوبية. وأظهرت الإحصاءات التي تضمنها التقرير ان القطاع حقق نمواً نسبته 8.5 في المئة خلال السنة الماضية، فيما لم تتجاوز 4.9 في المئة في العام السابق. وعزا زيادة نسبة النمو الى تنفيذ خطة ترويجية في الاسواق التقليدية والجديدة قدرت كلفتها ب26 مليون دينار نحو 20 مليون دولار في مقابل 21 مليون دينار فقط أنفقت في العام السابق. إلا ان التقرير أظهر ان التونسيين ركزوا حملاتهم على الاسواق التقليدية الرئيسية فرنسا والمانيا وايطاليا اذ زادت الموازنات المخصصة لها بنسب راوحت بين 11 في المئة و25 في المئة. وعلى صعيد الاستثمار في البنية الاساسية الفندقية كشف التقرير ان حجم الاستثمارات العام الماضي ارتفع الى 338 مليون دينار نحو 270 مليون دولار خصصت غالبيتها لإنشاء وحدات فندقية جديدة ما رفع طاقة الاستيعاب الى 192 ألف سرير. كذلك اظهر التقرير ان القطاع السياحي ما زال يشكل مجالاً رئيسياً لتأمين فرص عمل جديدة اذ استطاع تأمين 3450 فرصة عمل جديدة العام الماضي في مقابل 2600 فرصة فقط في العام الأسبق، وهكذا ارتفع حجم فرص العمل المباشرة في القطاع الى 77 ألف فرصة عمل، فيما ارتفع حجم الفرص غير المباشرة الى 270 ألف فرصة. الا ان التقرير كشف ان السياحة الداخلية ما زالت تجابه مصاعب متنوعة، وأظهر ان عدد الليالي التي امضاها تونسيون في فنادق بلدهم تراجع بنسبة 11 في المئة خلال العام الماضي "على رغم الحوافز والتشجيعات التي قررتها السلطات لتنشيط حركة السياحة الداخلية". وأشار التقرير الى ان اقبال التونسيين على الفنادق تعرض الى انتكاسة بعدما حقق نمواً نسبته 3.9 في المئة في السنة 1998 و5.9 في المئة في السنة التي سبقتها. وفيما قررت أهداف خطة التنمية التاسعة التي ينتهي تنفيذها السنة المقبلة ترفيع حصة السياحة الداخلية الى عشرة في المئة من الحجم العام لليالي الفندقية تراجعت النسبة الى ستة في المئة فقط. يذكر ان هذه النسبة تصل الى 40 في المئة في المتوسط في البلدان الأوروبية و70 في المئة في الولاياتالمتحدة. وعزا التقرير هذه الظاهرة الى كون التونسيين يفضلون النزول في الفنادق في فصلي الشتاء والخريف نظراً الى تدني الاسعار ويلجأون الى صيغ ووسائل سياحية اخرى عندما ترتفع الاسعار في موسم الذروة.