سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم، بدعم من تراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية، في ظل ترقب الأسواق العالمية لتطورات الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والتي طالت مؤخرًا واردات النحاس والسلع البرازيلية. وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,316.77 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 03:55 بتوقيت غرينتش، فيما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.2% إلى 3,325.60 دولارًا. وأرجع نيكولاس فرابيل، مدير الأسواق المؤسسية لدى مصفاة "إيه بي سي"، هذا الأداء إلى تجاوز الذهب مستوى دعم فني وانخفاض الدولار الأمريكي. وفي تطور لافت، أعلن ترمب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس من البرازيل ومن دول أخرى، بدءًا من الأول من أغسطس، إضافة إلى إشعارات جمركية أخرى شملت كوريا الجنوبية واليابان. وأشار مات سيمبسون، كبير المحللين في "سيتي إندكس"، إلى أن تأثير هذه الإجراءات على السوق بدأ بالتراجع، ما يستدعي محفزات جديدة لتحريك التقلبات. وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، كما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، مما عزز من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا، لا سيما مع ضعف الدولار أمام العملات الأخرى. وأظهرت محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليومي 17 و18 يونيو، أن غالبية أعضائه لا يفضلون خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام، نتيجة المخاوف من آثار الإجراءات الجمركية على التضخم، في حين صوّتت اللجنة بالإجماع على تثبيت الفائدة، بانتظار اجتماعها المقبل في 29 و30 يوليو. وفي المقابل، واصل النحاس تألقه، حيث قفزت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي بنسبة 1.4% إلى 5.6183 دولارات للرطل، مدعومة بقرار ترمب فرض رسوم جمركية على واردات النحاس، مما يُنذر بتراجع الإمدادات المحلية. كما صعد النحاس في بورصة لندن بنسبة 0.5% ليبلغ 9,687.10 دولارات للطن. وتفاوت أداء المعادن النفيسة الأخرى؛ إذ ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.44 دولارًا، بينما تراجع البلاتين والبلاديوم بنسبتي 0.2% إلى 1,345.03 و1,102.69 دولارًا للأوقية على التوالي. تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب ظلت تتحرك ضمن نطاق تداول ضيق يتراوح بين 3,300 و3,450 دولارًا، وسط حالة من الضبابية بشأن السياسة النقدية الأمريكية وتراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن نتيجة هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.