كان ذلك خلال الأيام الأولى من العام 1925، حين قدم الاسكوتلندي جون بيرد امام المعهد الملكي في لندن اختراعاً جديداً كان لا يزال في بداياته الأولى: والاختراع كان عبارة عن جهاز ينقل من مكان الى آخر صور وجوه تتحرك. ولم يكن الجهاز جهاز عرض سينمائي بل كان عبارة عن انبوب طويل له قعر يستخدم كشاشة. وعلى الفور جرى الحديث عن "انبوب يستخدم شعاعات كاتودية". صحيح ان هذا الجهاز الذي اطلق عليه اسم "تلفزيون" اي ناقل الصورة عن بعد لم يعط صورة يمكن مقارنتها بالصورة السينمائية، ومع هذا فإن الصورة كانت من الجودة بحيث ان المراقبين قالوا ان النتيجة ايجابية وتعد بمستقبل كبير. ومع هذا فان احداً من اولئك المراقبين لم يتوقع، منذ ذلك الحين بالطبع، ان يكون لذلك الجهاز الذي قدم نفسه، يومها بكل خجل وتواضع، ذلك المستقبل الذي سيجعله عند نهايات القرن العشرين، واحداً من اهم الاختراعات التي انتجتها البشرية في تاريخها، وأكثر شعبية و... خطورة.