أقامت "حركة أمل" عصر امس مهرجاناً خطابياً في الذكرى ال21 لتغييب مؤسسها الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، في المدينة الرياضية، مثّل رئيس الجمهورية أميل لحود فيه رئيس الحكومة سليم الحص، وشارك رئيس المجلس النيابي رئيس "أمل" نبيه بري وجمع من الشخصيات، بينها الرئيس السابق الياس الهراوي، وآلاف المواطنين الذين ضاق بهم المكان فاحتشدوا حوله. استهل المهرجان الرئيس الحص باسم رئيس الجمهورية وباسمه، وقال ان الإمام الصدر "كان رمزاً من الرموز الوطنية"، موضحاً انه والرئيس الياس سركيس وأجهزة الدولة استنفرت لمعرفة مصيره "لكن مكر المتآمرين كان أكبر من قدراتنا جميعاً فعجزنا عن كشف الجريمة ولم نتمكن من اجتياز المأزق الوطني الا بفضل دور وجوه الطائفة الشيعية". ورأى "ان تغييبه لم يكن مصادفة، اذ كان الهدف تدمير لبنان، والوجه الآخر لاختطاف الجنوب". وقال "اننا نلتقي مع موقف الإمام في المطالبة بانسحاب اسرائيل غير المشروط ودعم حركة المقاومة للاحتلال ورعايتها، والتزام مسيرة التسوية في اطار وحدة المسارين بين لبنان وسورية. ثم تحدث رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين، فرأى ان مشروع مقاومة الاحتلال الذي أطلقه الإمام المغيّب "يتطور ليشمل كل لبنان، وترعاه مؤسساته الرسمية". وأشاد بما قدّمته سورية ورئىسها حافظ الأسد الى لبنان. وطالب باعتماد المحافظة دائرة انتخابية "لأنها تؤمن التوازن والانصهار الوطني، والا فاعتماد التأهيل على مستوى القضاء واجراء الانتخابات على مستوى المحافظة". وشدّد على بناء الدولة الواحدة الجامعة، مطالباً بأن تكون قضية الصدر من قضايا العدالة الدولية، كمثل قضية لوكربي، لا من قضايا السياسة أو القضاء الخاص. ولفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالامير قبلان الى "ان القمة الروحية المسيحية - الاسلامية ستجتمع قريباً جداً في دار الفتوى لاعلان موقف رافض للتوطين". واقترح تشكيل هيئة لبنانية - سورية - ايرانية مشتركة تطرح قضية الصدر على الجامعة العربية، لتطرحها بدورها على مجلس الأمن الدولي. وفي ختام المهرجان، سأل الرئيس بري "الى متى سيبقى اختفاء الإمام معلقاً على عيون العرب؟ وإلى متى هذا التجاهل العربي والإسلامي لاخفاء شخصية عربية وإسلامية لم تترك سانحة للقيام بدور من أجل زيادة التضامن والعمل العربي المشترك وزيادة التنسيق بين الدول الاسلامية واستعادة لبنان سلامه الاهلي وترسيخ الاندماج الوطني وبناء صورته وطناً للتعايش في مقابل اسرائيل العنصرية؟ والى متى تستمر معاقبة المقاومة والصامدين في الجنوب والبقاع الغربي والمحرومين في كل لبنان من النظام الليبي عبر استمرار اختطاف الإمام ورفيقيه"؟ واضاف "ان القضية ليست مجهولة وليست لغزاً على الإطلاق، وهي ان الإمام الصدر في عهدة العقيد القذافي ومن مسؤوليته"، مطالباً بأن يسأل الزعماء العرب والمسلمون والدولة اللبنانية الرئيس الليبي عن مصير الإمام، ويعطوا الجواب الشافي. ودعا الى "العمل لبناء وطن للإنسان لا للمحتكرين"، موضحاً "ان مفهومه للدولة يتفق مع خطاب القسم في تجديد صفة المواطن للدولة، التي يجب ألا تنحرف عن الغايات الإجتماعية العامة، وأن تكون شفافة لا تتعسف في استعمال السلطة". ورأى ان "العلّة ليست في الصلاحيات ودور السلطات والنظام البرلماني الديموقراطي، بل في الطائفية السياسية"، مكرراً المطالبة بتشكيل هيئة وطنية برئاسة لحود "لاقتراح الطرق الكفيلة بإلغائها". وأعلن "رفض اختصار مؤسسات الدولة بأي من أشخاصها، وتأكيد التزام مؤسسات الدولة مهامها وفق الدستور ومقاومة التوظيف من خارج دور الأجهزة المختصة". وهاجم سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك محذراً من التفاؤل بأنه متجه بخطواته نحو السلام، متوقعاً "ان تستخدم إسرائيل قوة ضاربة جوية ضد لبنان تحضيراً لوقائع مماثلة للعدوان الأخير، وأن تقوم بخطوات للإنتشار إلى الخلف نحو مواقع تبادلية للتقليل فقط من ثمن وجودها في لبنان، من دون ان يعني ذلك تعبيراً عن حسن نية". واشار الى "حفظ الجيش الاستقرار العام مساهمة منه في دعم الصمود والمقاومة في الجنوب"، وآكد "صحة هذا الاستثمار في مؤسسة حازمة للدفاع عن الوطن والمواطن، كما عمل على بنائها سيد العهد، لا مؤسسة حاكمة، ولنا ثقة بأن العماد ميشال سليمان سيتابع هذه المنهجية بإصرار وصدق". وقدّم جردة بمجموع الخدمات وخطوات الإنماء في الجنوب، معتبراً "انها حافز على الصمود ولولاها لما كان هناك مقاومة". وذكّر بأن الصدر "اتُهم بالعمالة وبرفع المطالب الشيعية وبالعمل لمصلحة المكتب الثاني، واليوم أسمع اتهامات لي و"لحركة أمل" فأتأكد انني على صواب". وطالب بعدم زيادة ضرائب جديدة، معتبراً ان الحص أثبت جدارته في الإعتراف بحصول أخطاء.