سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان : أجواء هادئة رافقت الانتخابات البلدية التكميلية ونسبة الاقتراع تجاوزت 55 في المئة . منافسة بين "أمل" و "حزب الله" في الجنوب ومعارك في كفرذبيان وبيت شباب وبعبدا
أجريت امس، الانتخابات البلدية والاختيارية التكميلية في 39 بلدة وقرية في محافظات جبل لبنان والشمال والبقاع والجنوب لاختيار 394 عضواً بلدياً من أصل 832 مرشحاً و40 مختاراً من بين مئة مرشح ومرشحين. وتجاوزت نسبة الاقبال على الاقتراع ال55 في المئة ووصلت في بعض القرى الى أكثر من 60 في المئة خصوصاً في البقاع والجنوب وسادتها أجواء هادئة باستثناء بعض الحوادث استدعت تدخل القوى الامنية لفضّها. الانتخابات في جبل لبنان استقطبت الاهتمام الاكبر ولا سيما في بلدات الحدث وبعبدا وحارة حريك وكانت المفاجأة في البلدة الاخيرة إقبال المسيحيين الذين اضطروا الى مغادرة بلدتهم تحت وطأة اندلاع الحرب ولم يعد يقيم منهم سوى اثنين في المئة، على الاقتراع على رغم ان عددهم يفوق عدد الناخبين المسلمين الذين هم بأكثريتهم من الشيعة. وبلغت نسبة الاقتراع 35 في المئة، وفسّر تراجع الإقبال لعدم وجود معركة على المجلس البلدي بعد التوصّل الى لائحة توافقية رعاها بشكل اساسي "حزب الله" وبعض نواب المنطقة وممثلو العائلات المسيحية. وسجّل وجود ثلاثة مرشحين منفردين أبرزهم علي حسين المقداد في مقابل لائحة مكتملة ضمّت 18 مرشحاً، عشرة للشيعة وثمانية للموارنة شرط ان يكون رئيس المجلس البلدي من بينهم. ولم تسجّل التقارير الامنية حصول اشكالات تذكر سوى الاشكال الذي وقع حوالي العاشرة والنصف امام صندوق الاقتراع في ثانوية حارة حريك، ويعود سببه الى اكتشاف مناصرين ل"حزب الله" وجود لوائح ملغومة" كان يوزّعها محازب لمرشح منفرد، فسارعت القوى الامنية من جيش وقوى أمن داخلي الى التدخل وقامت باعتقال الذين تضاربوا بالايدي وتبادلوا الكلمات ونقلتهم الى احد المراكز للتحقيق معهم واللافت ان الانتخابات في حارة حريك أتاحت للمرة الأولى منذ العام 1975 الفرصة لابناء البلدة للتلاقي وتبادل العناق والقبلات بعد انقطاع استمرّ أكثر من عشرين عاماً. حتى ان المسيحيين المغادرين وجدوا في حضورهم للاقتراع المناسبة لتفقّد الاحياء التي ولدوا وترعرعوا فيها واضطروا الى بيعها، ولا سيما وان الاملاك المتبقية لهم لا تتجاوز نسبة الخمسة في المئة ومن ضمنها الاملاك العائدة للوقف الماروني. دموع المغادرين الذين عادوا الى "الضيعة" لساعات برفقة اطفالهم للادلاء بأصواتهم انهمرت ولم تخف فرحة اللقاء "مرارة" الاشتياق الى منازلهم.. وفي بعبدا، شهدت الانتخابات أجواء هادئة وبلغ عدد الناخبين نحو 4300 ناخب 25 في المئة منهم من عرب سبنيه وبلغت نسبة الاقتراع 45 في المئة حتى فترة الظهر، وخاضت الانتخابات 3 لوائح، لائحة "التنمية والتطوير" ولائحة "بعبدا من أجل بلدية فوق الشبهات"، ولائحة "بعبدا الغد". وترددت انباء عن شراء أصوات. وفي بيت شباب بدا التنافس بين 3 لوائح، اثنتان مكتملتان، لائحة "القرار" وتضم ائتلاف عائلات البلدة وفاعلياتها برئاسة نزيه شاول وتضم شيوعيين وقوميين ومدعومة من النائب نسيب لحود، وفي المقابل لائحة "الانماء والتغيير" يرأسها الياس الاشقر المدعومة من وزير الداخلية ميشال المر والكتائب اضافة الى لائحة غير مكتملة ومرشحين مستقلين. وفي بلدة فالوغا، تنافست لائحتا "الوفاق والانماء" برئاسة المدير العام السابق لوزارة التربية أميل الرامي، و"المستقبل" برئاسة الرئيس السابق للبلدية سمير غانم. وفي بعلشميه، تنافست لائحتان تضمان عائلات البلدة. وفي كسروان، جرت الانتخابات في بلدة واحدة هي كفرذبيان حيث تنافست لائحتا "الكرامة" ومصلحة "كفرذبيان" اللتان تضمنتا مرشحين من عائلات عقيقي وزغيب وشهدت العملية الانتخابية عمليات تشطيب. وفي جبيل، جرت الانتخابات في بلدتي حالات وبجه وشهدت منافسة حادة بين العائلات لغياب النفوذ الحزبي. وفي البقاع، جرت الانتخابات في دورس واللبوة في بعلبك، والخيارة ولبايا في البقاع الغربي حيث تنافس عدد كبير من المرشحين. وفي بلدة بتدعي شكلت لائحة توافقية صباحاً وألغيت العملية الانتخابية لفوزها بالتزكية. وقرابة الثانية عشرة ظهراً، سجّلت في لبايا حيث التنافس حاد بين "حزب الله" والحزب الشيوعي، دخول أحد المقترعين للمشاركة في الانتخابات الذي يعتبره أهالي لبايا عميلاً اسرائىلياً. وما ان رأوه داخل أحد اقلام الاقتراع حتى علا صراخهم واحتجاجهم على دخوله البلدة التي غادرها مع الانسحاب الاسرائىلي في العام 1985، وانهالوا عليه بالضرب. وتدخل الجيش اللبناني على الفور وأوقفه. لكن الاهالي استمروا في ضربه ما أدى الى عراك بالايدي اضطرت عناصر الجيش الى اطلاق النار في الهواء تفريقاً لهم. وفي دورس واللبوة، سجلت حركة اقبال كثيفة على صناديق الاقتراع، وتواجهت في دورس لائحة "الوحدة الوطنية" برئاسة شوقي نجيم ولائحة "ابناء دورس" برئاسة العميد المتقاعد طارق نجيم، وسجل دعم من انصار الشيخ صبحي الطفيلي و"حزب الله" و"امل" والبعث لمرشحين على اللائحتين، اما في اللبوة فالانتخابات فيها كانت جزئية لاختيار 6 اعضاء لاستكمال المجلس البلدي وجرت المواجهة بين مرشحين مدعومين من "حزب الله" وحركة "امل". وفي الشمال، جرت العملية الانتخابية في عشر بلدات في أقضية الكورة والمنية - الضنية وعكار اضافة الى اكمال اعضاء مجالس رأس مسقا وبخعون وكفر حبو، ولم يسجل اي حادث. وشهدت بلدة البداوي معركة قاسية بين لائحتين واحدة مدعومة من رئيس البلدية سليم حنوف واخرى تدعمها الجماعة الاسلامية. وتنافست في بلدة بقرصونة في الضنية لائحتان. وأكد محافظ الشمال بالتكليف نزيه شمعون ان "التنافس يدور تحت سقف القانون مما يدل الى تمسك الشماليين بالاصول الديموقراطية والقانونية". وفي الجنوب، شهدت بلدات السلطانية قضاء بنت جبيل وزوطر الغربية، وزفتا والنميرية وسير الغربية محافظة النبطية تنافساً حاداً بين "امل" و"حزب الله" ومن خلالهما العائلات. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والبلديات ميشال المر تابع سير الانتخابات من مكتبه، وعقد اكثر من مؤتمر صحافي أكد خلالها على ان "انطلاقة العملية الانتخابية كانت هادئة باشراف قوى الامن الداخلي داخل مراكز الاقتراع والجيش اللبناني خارج المراكز". وشدد "حياد السلطة ونزاهة الانتخابات وحريتها وديموقراطيتها". وقال انه "يطلع رئيس الجمهورية أميل لحود والحكومة سليم الحص على سير الانتخابات ساعة بساعة". وقدّر المر "عدد الناخبين ب97678 ناخباً. وقال ان "نسبة الاقبال على الاقتراع تجاوزت ال55 في المئة، وهي مهمة مقارنة مع إنتخابات العام الماضي". وعن الاحداث التي سجلت، أجاب "في حارة حريك حصل اشكال بين اثنين يوزعان لوائح الشطب، فعملت قوة من الجيش على ضبط الوضع، وأوقفت اربعة اشخاص، علماً ان الاشكال حصل خارج المركز، ولم تتأثر العملية بتاتاً. وفي كفرذبيان أوقفت سيدة في قلم للاقتراع كانت تقترع باسم شقيقتها الموجودة خارج لبنان، مستخدمة بيان قيدها وهذا تزوير، وفي دورس أوقف شخص لاقدامه على الاقتراع بواسطة اخراج قيد مزوّر، وفي لبايا حصل اشكال بين مناصري احزاب عدة، فتدخل الجيش وبعدما اوقف اربعة تدخلت النسوة محتجات ما أوجب اطلاق النار بالهواء لتفريقهن".