أعلنت الحكومة السودانية، تورط مئات الآلاف من المرتزقة الأجانب في العدوان على البلاد. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها أوردته وكالة السودان للأنباء: "إن حكومة السودان تود أن تلفت نظر المجتمعين الإقليمي والدولي إلى حجم التآمر الذي تتعرض له، عبر الاستهداف الذي تواجهه من قِبل ما تسمى بميليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفوفها". وأضاف البيان أن الحكومة السودانية "ظلت تشير إلى مشاركة مئات الآلاف من المرتزقة من عدة دول في العدوان على السودان في ظاهرة تهدد السلم والأمن في الإقليم بصورة عامة"، لافتة الانتباه إلى أن مشاركة مرتزقة من الخارج تفرض واقعًا جديدًا يهدد سيادة الدول، وينتهك حرماتها، ويغير من مسار الحرب لكي تصبح حربًا إرهابية عابرة للحدود. وأشارت الخارجية السودانية إلى أن بعثة السودان الدائمة في نيويورك "قدمت هذه الوثائق إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما وثَّقت لهذه الظاهرة منظمات إقليمية ودولية، وتقارير استقصائية إعلامية". من جهتها أعلنت جمعية حقوقية الاثنين أن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 14 مدنيا أثناء محاولتهم الفرار من منطقة تحاصرها في دارفور، بعد أكثر من 27 شهرا من الحرب بين هذه القوات والجيش السوداني. وجاء الهجوم الذي وقع في قرية قرني على أطراف الفاشر بعد يومين فقط على دعوة الحكومة التي شكّلتها قوات الدعم السريع المدنيين إلى إخلاء المدينة المحاصرة، متعهّدة بأنهم سيكونون في أمان. وأفادت جمعية "محامو الطوارئ" التي توثق الفظائع المرتكبة في الحرب أيضا أن "العشرات جُرحوا واعتُقل عدد غير معروف من المدنيين" في هجوم قوات الدعم السريع السبت على قرية قرني الواقعة شمال غرب مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، غرب السودان. وأَضافت "وقعت هذه الجريمة عقب مغادرة الضحايا مدينة الفاشر في محاولة للنجاة من ظروف الحصار والمعارك المتصاعدة". ولم تتمكن فرانس برس فورا من التحقق من الحصيلة والتفاصيل علما بأن الاتصالات منقطعة تماما عن إقليم دارفور الذي يعد وصول الصحافيين إليه أمرا شبه مستحيل. وأطلقت قوات الدعم السريع في الأيام الأخيرة هجوما جديدا على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها منذ مايو 2024 من دون أن تنجح في انتزاعها من الجيش. وحذّرت الأممالمتحدة مرارا من معاناة مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر في ظل غياب تام تقريبا للمساعدات والخدمات. واعتمدت العائلات على أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، ليتم الإعلان الأسبوع الماضي عن نقص في هذه المواد أيضا.