رام الله - ق ن ا - اكدت القيادة الفلسطينية ان استمرار الاستيطان في الارض المحتلة يشكل خطرا مدمرا على عملية السلام، وحذرت من مغبة استمرار القوى الاسرائيلية المتطرفة في تصعيد حملاتها الاستيطانية في هذه الظروف الصعبة والدقيقة. وشددت القيادة في اجتماعها في مدينة رام الله في الضفة الغربية ليل الجمعة - السبت برئاسة الرئيس ياسر عرفات على عدم شرعية الاستيطان وسرقة الاراضي ونسف المنازل وشق الطرق الالتفافية، وطالبت المجتمع الدولي وراعيي عملية السلام بالعمل على وقف هذه الاجراءات الاسرائيلية. وبحثت القيادة الفلسطينية في اجتماعها الاوضاع الخطيرة في مدينة القدس الشريف ومسلسل الاعتداءات اليومية التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية وقوى التطرف والاستيطان ضد مدينة القدس وأهلها، سواء في الشيخ جراح وسلوان ورأس العامود وجبل المكبر واستمرار الحفريات تحت المسجد الاقصى. وشددت القيادة في بيان اصدرته عقب الاجتماع على ان هذه النشاطات يجب أن تتوقف فورا ويجب عدم المساس بوضع مدينة القدس وسكانها ومؤسساتها ومقدساتها. وازاء الحملة الاسرائيلية ضد "بيت الشرق" في القدس، أكدت القيادة الفلسطينية أن "بيت الشرق" هو المقر الرسمي لوفد القيادة الفلسطينية المفاوض، مشيرة الى رفضها المحاولات المحمومة للمساس بمكانته أو أي بيت فلسطيني في القدس الشريف أو خارجها. وأشاد عرفات بالاصداء الايجابية التي حققها المجلس المركزي في دورته الاستثنائية في غزة الاسبوع الماضي سواء على الصعيد الوطني أو العربي أو العالمي في شأن تأجيل موعد اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. وأكد عرفات في كلمته في اجتماع القيادة ان الوحدة الوطنية التي رآها العالم في اجلى صورها في المجلس المركزي هي درع الشعب الفلسطيني وقوته التي لا تهزم لتحقيق أهدافه في الاستقلال والحرية. وقال ان الوقت حان لتعزيز الوحدة الوطنية وشد الاواصر وتوحيد الصفوف، مشيرا الى ان التحديات كبيرة وخطيرة خصوصا على أبواب تجسيد الهدف الكبير في اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقررت القيادة توجيه رسائل الى قادة دول العالم والامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس وقمة عدم الانحياز والاتحاد الاوروبي تتضمن قرارات المجلس المركزي ورؤية القيادة الفلسطينية للخطوات المطلوبة على الصعيدين العربي والدولي لاستكمال عناصر الدولة ومكوناتها وانجاز عملية السلام. كما قررت تشكيل لجنة من اعضاء القيادة برئاسة عرفات تتولى تقديم اقتراحاتها وورقة عمل في شأن اللجان المطلوب تشكيلها بسرعة لدرس الجوانب القانونية والدستورية والدولية والعربية لقيام الدولة الفلسطينية، وتقرر التركيز على لجنة اعداد الدستور التي سيرأسها الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد. وقررت القيادة ان تتولى اللجنة التنفيذية التعامل مع رسائل الدول المعنية بعملية السلام وتقديم التصور الفلسطيني للعملية، خصوصا تنفيذ استحاقاقات المرحلة الانتقالية التي جمدتها الحكومة الاسرائيلية في اقصر مدى زمني وانهاء مفاوضات الوضع النهائي بعيدا عن المماطلة والتسويف. ورحبت القيادة الفلسطينية في هذا الصدد بالدعوات الاميركية والاوروبية والروسية لتسريع المفاوضات من دون ابطاء ووضع حد نهائي للاعتداءات الاستيطانية المتواصلة وكذلك الوضع بالنسبة الى مدينة القدس الشريف.