جدّد الرئيس ياسر عرفات دعوته الى عقد قمة عربية لمناقشة المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس والقرارات الاسرائيلية الهادفة الى تهويدها وطمس معالمها الحضارية والدينية، مشدداً على ان معركة القدس "معركة حياة أو موت". وقال عرفات في كلمة امام جلسة استثنائية للمجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة رام الله في الضفة: "ان القدس في خطر حقيقي وتتعرض الى هجمة استيطانية شرسة لم يسبق لها مثيل"، مشيراً الى عمل الجرافات الاسرائيلية ليل نهار تحت حماية الجيش الاسرائيلي في القدس ومحيطها لتشويه التاريخ والمعالم الاثرية فيها، داعياً الى قمة عربية "بأسرع وقت ممكن لمناقشة قضية القدس الشريف". وحضّ الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي، بصفته الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي، على عقد مؤتمر على مستوى وزراء خارجية الدول الاسلامية للبحث في المخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة. كما دعا العاهل المغربي الملك الحسن الثاني الى "الاسراع في عقد اجتماع لجنة القدس". وقال عرفات، خلال الجلسة التي خضصت للبحث في قرار اسرائيل توسيع الحدود الادارية للقدس، ان هذه الخطوة التي تهدف الى توسيع مساحة البلدية الحالية خمسة أضعاف "تشكل تدميراً كاملاً لعملية السلام في المنطقة وانتهاكاً فاضحاً للقرارات الدولية … ولرسالة التطمينات والضمانات الاميركية التي اكدت عدم المساس بالقدس ووضعها القائم وأقرّت مبدأ الارض في مقابل السلام". وقال الرئيس الفلسطيني: "القدس خط احمر وليسمع هذا الكلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته … ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرّط بذرة من تراب القدس الشريف". وأكد ان معركة القدس "معركة حياة او موت ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بعودة القدس حرّة كريمة وعاصمة للدولة الفلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى". وأعلن عرفات نفاد صبر القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والأمة العربية. وقال: "ليس امامنا سوى الدفاع عن القدس بكل المُهَج والارواح وبكل ما نملك"، مشيراً الى ان المدينة المقدسة "أمانة في أعناقنا جميعاً". وأهاب عرفات بالقوى الدولية الفاعلة "التحرك السريع لوقف الاجراءات الاسرائيلية التي تهزأ بإرادة المجتمع الدولي والشرعية الدولية وتضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية".