يختلف طعم احتفاظ الأنصار بلقب بطل الدوري اللبناني لكرة القدم هذا الموسم، بالنسبة الى ادارته ولاعبيه وجمهوره الذي عاد بكثرة إلى المدرجات في مباراته الأخيرة ضد الصفاء، لأن المنافسة استعرت في الأسابيع الأخيرة وكادت ان "تطيّر" اللقب من الخزانة التي اعتادت على احتضانها في المواسم العشرة الأخيرة. وكان الموسم من أصعب المواسم بالنسبة الى الفريق الأخضر الذي ينتظر ان يواجه البرج في المرحلة ال22 الأخيرة نهاية الاسبوع الحالي بتشكيلة جلها من الإحتياطيين. وكان البرج ودّع دوري الأضواء بعد سبعة مواسم فيه عانى وكابد في بعضها ليصمد بين الكبار. ومنذ الآن، سيوجّه الأنصار دفة تحضيراته ليتصدى بعد اسبوعين للقب الرابع هذا الموسم، حين يواجه الهومنمن في نهائي كأس لبنان، المسابقة التي فاز بها 8 مرات. وقد جمع حتى الآن ألقاب الكأس السوبر وكأس الإتحاد وأخيراً الدوري. وسيفخر مدربه عدنان الشرقي بالطبع بهذه القائمة الطويلة من الإنجازات وكلها تحققت تحت عهدته، وربما يكون المدرب الوحيد في العالم الذي أحرز لفريقه 11 لقباً على التوالي للدوري العام. إثر إطلاق الحكم اليوناني كيروس فاساراس صافرة نهاية اللقاء بين الانصار والصفاء بفوز الاول 3-1 على ملعب بيروت البلدي، تخلى الشرقي عن تحفظه المعهود، فلم يغادر فوراً الى غرفة الملابس بل شارك في جولة الشرف مع اللاعبين محيياً الجمهور وحُمل على الأكتاف، وقد خلع قميصه ولوّح به مودعاً، وأطلق مفاجأة خلاصتها أنه سيكون متفرجاً في الموسم المقبل: "سنترافق سوياً على المدرجات بعد 31 عاماً من التدريب، وقبلها 10 أعوام من الكفاح لبلوغ الدرجة الأولى". لكن إدارة الأنصار تتحفظ في الوقت الحاضر في ما يتعلق برغبة الشرقي... "الأمور ستبحث لاحقاً وبهدوء"، ومن التوقعات أن يصبح الشرقي مديراً فنياً موجهاً ويتولى التدريب مدرب أجنبي، ربما، تحت قيادته. ولفت الشرقي إلى أن مستوى فريقه تأخر منذ تعرّض لخسارته امام العهد في المرحلة ال15، بينما سجل مستوى كل من الصفاء والتضامن صور تقدماً مضطردا. وأضاف "أهدي هذا الفوز الى ادارة النادي وجمهوره وأسجل عتبي على الجمهور لأنه لم يؤازر فريقه في بعض المراحل من على المدرجات، وأطلب منه أن تكون احتفالاته بمستوى راقٍ وأن تنحصر في الجو الرياضي العام من دون الإساءة لأي فريق أو جمهور". وتابع الشرقي: "اشكر الله لأنه اعطاني الصحة لأشهد فريقي وهو يحقق هذه الإنجازات". وكانت الإحتفالات والمسيرات عمّت منطقة طريق الجديدة فور انتهاء المباراة وأطلقت الأسهم النارية. ... وسبق أن دعت رابطة جمهور الأنصار المشجعين والمناصرين إلى وضع إشارة خضراء "على شرفات منازلهم وسياراتهم وأثناء حضورهم المباريات، دعماً ومؤازرة لجهود الفريق وتقديراً للإنجازات التي يقوم بها". وبارك رئىس نادي الأنصار النائب سليم دياب "للكرة اللبنانية وأبطال الأنصار الذين تجاوزوا حساسية المباراة والشدّ العصبي وأنهوها لمصلحتهم. لم نعتدهم إلا أبطالاً، وآمل بمستقبل جيد لكل الفرق لتحقق ما حققه الأنصار".