بعد إصدارها الطبعة العربية من كتاب "حوار الحضارات" للمفكر الفرنسي روجيه غارودي، أصدرت "منشورات عويدات" الطبعة العربية من كتاب غارودي الأخير "محاكمة الصهيونية الإسرائيلية". وكعادتها في طلب تفويض أو إذن أو مقدمة من المؤلف الفرنسي للطبعة العربية، طلبت "منشورات عويدات" تفويضاً من روجيه غارودي بترجمة كتابه ونشره ففعل، ويظهر التفويض بتوقيعه في اول الطبعة العربية مؤرخاً في 21/12/1998. الكتاب ترجمة رانيا بوناصيف وبيار ريشا، ومراجعة هنري زغيب يقع في ثلاثة فصول ومقدمة وخلاصة. في المقدمة يعرض غارودي الملابسات التي أدّت الى محاكمته عند صدور كتابه السابق "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية". وهو يعتبر ان كتابه الجديد هذا يتناول "السياسية الاسرائىلية والأسس الإيديولوجية التي تقف وراءها". وهو يدافع عن نفسه بعد اتهامه بأنه هاجم اليهود وبأنه قلّل من فداحة الجرائم التي ارتكبها هتلر. ويختم غارودي مقدّمته بتوقعاته "أن يكون دور إسرائيل في المنطقة مفجّراً للحرب العالمية الثالثة". وفي خلاصة الكتاب، يطرح غارودي سؤاله /الصرخة: "من هو المذنب الحقيقي: هل من يرتكب الجرم، أم من يكشف عنه النقاب"؟ ويجيب بأن "الصهاينة استخدموا إيمان الأنبياء الإبراهيمي لتبرير سياستهم المنبثقة من القومية والإستعمار الأوروبي الذي لا علاقة له بالإيمان اليهودي". ومن هنا أن "إجتياح لبنان سنة 1982 كان مطابقاً لمنطق السياسة الصهيونية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية".