اختارت الجماهير العربية في اسرائيل ثلاثة مواقع ترمز الى استمرار سياسة الحصار والترحيل ومصادرة الأرض التي تتبعها الدولة العبرية، وذلك في الذكرى الثالثة والعشرين ل "يوم الأرض" وللمطالبة بوقف التعامل مع فلسطينيي 1948 كلاجئين في وطنهم. وفي الثلاثين من آذار مارس في كل سنة يحيي المواطنون العرب الذين يزيد عددهم على مليون شخص نحو 20 في المئة من عدد السكان ذكرى يوم الأرض الذي هبت فيه جماهير الفلسطينيين ضد سياسة مصادرة أراضيهم التي لم يبق لهم منها الآن سوى ثلاثة في المئة. وفيما فضل الآلاف من الفلسطينيين العمل في فلاحة أراضيهم تأكيداً لتمسكهم بها، شارك آخرون في مسيرات شعبية تلتها مهرجانات خطابية في الجليل والمثلث والنقب، حيث سقط ستة فلسطينيين على أيدي قوات الشرطة الاسرائيلية عام 1976 خلال أول انتفاضة شعبية ضد مصادرة الأراضي. وخلافاً للعادة، سار حوالى أربعة آلاف متظاهر انطلقوا من مدينة سخنين في الجليل باتجاه مقر المجلس الاقليمي اليهودي "مسغاف" تعبيراً عن احتجاج العرب على ممارسات المؤسسة الاسرائيلية الهادفة الى السيطرة على الأرض بكل الطرق والوسائل. وقال سكرتير التجمع الوطني الديموقراطي عوض عبدالفتاح الذي شارك في المسيرة انه تقرر السير باتجاه مقر المجلس الاقليمي بدل السير في شوارع المدينة احتجاجاً على توسيع نفوذ المستوطنات اليهودية التي أقيمت في الجليل على حساب أراضي سخنين. وصادرت السلطات الاسرائيلية لمصلحة المجلس الاقليمي نحو 138 ألف دونم من أراضي سخنين والقرى المحيطة في عام 1982 بهدف توسيع القرى اليهودية، ووصلت حدود المجلس الاقليمي اليهودي الى اعتاب بعض المنازل الفلسطينية في سخنين التي بات سياج المستوطنة يحاصرها ويخنق تمددها الطبيعي من ثلاث جهات. وفي المثلث، اعتصم عشرات من الفلسطينيين في أراضي "الروحة" القريبة من مدينة أم الفحم، حيث شهدت قبل بضعة أشهر مواجهات عنيفة بين الشرطة الاسرائيلية والمواطنين الذين رفضوا الانصياع لأوامر اسرائيلية بالتوقف عن فلاحة أرضهم التي اعلنت مناطق عسكرية بحجة استخدامها في التدريبات العسكرية. وفي قرية "أم سنان" البدوية في النقب، وهي واحدة من 80 قرية عربية لا تعترف الدولة العبرية بوجودها، نظم المهرجان الخطابي الثالث بعدما زار المشاركون في المسيرة بعض القرى غير المعترف بها لتعزيز صمود مواطنيها. ورفع المشاركون في المهرجان لافتات غصت بأسماء هذه القرى مطالبين المؤسسة الحاكمة في اسرائيل بالعمل لتمديد شبكة مياه وايصال الكهرباء اليها. وطالب عضو الكنيست طلب الصانع من النقب الحكومة الاسرائيلية بالمساواة بين العرب واليهود في اسرائيل مشدداً على رفض المواطنين سياسة الترحيل والتهجير التي تستهدفهم منذ خمسين سنة. وقال الصانع: "كفى هدم بيوت وترحيلاً للعرب في أراضيهم التي يعاملون فيها كأنهم لاجئون". وأوضح ان نحو 70 ألف عربي يعيشون على مساحة مئة ألف دونم تتعامل معهم اسرائيل كأنهم غير موجودين. وفي بلدة كفر ياسيف حيث نظمت ندوة لمناسبة يوم الأرض، طالب عضو الكنيست عزمي بشارة الذي أعلن ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الحكومة، بتخصيص اجزاء من "أراضي الدولة" للمواطنين العرب بدل تخصيصها للبناء اليهودي فقط. ودعا الجماهير العربية الى الاستمرار في العمل في الأرض للحفاظ عليها من المصادرة كما حدث في أراضي الروحة وقرية ام السحالي. وبدا واضحاً تأثير اجواء الانتخابات النيابية في اسرائيل المقررة في السابع عشر من أيار مايو المقبل على التحضيرات لاحياء ذكرى يوم الأرض، التي جاءت متواضعة مقارنة بالأعوام الماضية، اذ انشغلت القوى السياسية بمفاوضات اللحظات الأخيرة قبل حلول الموعد النهائي لتقديم القوائم الانتخابية للأحزاب، بما فيها الأحزاب العربية.