للمرة الأولى في الصراع المستمر على الأرض بين الفلسطينيين اصحابها الأصليين والاسرائيليين، قرر احد المواطنين العرب من مدينة سخنين اتباع الاسلوب الذي درج المستوطنون اليهود على استخدامه للاستيلاء على الأرض للحفاظ على أرضه من الضياع فبعد ان رفضت السلطات الاسرائيلية مرة تلو أخرى على مدى أربع سنوات طلب علي زبيدات من مدينة سخنين تشييد بيت له ولعائلته فوق قطعة ارض يملكها وتقع داخل حدود المدينة، ابتاع بيتاً متنقلاً كرفانا من شركة "عميدار" الاسرائيلية التي تزود المستوطنين عادة بالبيوت المتنقلة لتشكيل بؤرهم الاستيطانية في الضفة الغربية ليستخدمها هذه المرة للسكن مع عائلته فوق ارضه داخل حدود الدولة العبرية، وقد فعل زبيدات ذلك بعد ان منعته السلطات الاسرائيلية من البناء على أرضه بحجة انها تقع ضمن ما يسمى منطقة نفوذ المجلس الاقليمي "مسغاف" الذي يضم 30 مستوطنة يهودية تحيط بالقرى العربية في منطقة الجليل الغربي. الا ان زبيدات الذي عاد الى مسقط رأسه مع ابنتيه عودة ودينا بعد غياب طويل وانتقل للسكن داخل الكرفان قبل ايام يواجه، بعكس المستوطنين اليهود الذين سرعان ما تستبدل فيلات فخمة ببيوتهم المتنقلة خطر اقتلاعه من أرضه بعد ان اخطرته السلطات الاسرائيلية بوجوب ازالة الكرفان من أرضه لأنه "لا يملك حق التصرف فيها". وقال زبيدات: "قررت ان استخدم نفس الاسلوب الذي يستخدمونه المستوطنون اليهود للاستيلاء على الأرض بغير حق للتشديد على حقنا في العيش على ارضنا". وأضاف: "لم يكتفوا بمحاصرة قرانا ومدننا بالمستوطنات بحيث اصبحنا نعيش في غيتوات وها هم يلاحقوننا على الأرض الموجودة على ابواب بيوتنا". وتقع أرض زبيدات المغروسة بأشجار التين والزيتون على بعد ثلاثة امتار فقط من بيوت سخنين التي تحاصرها مستوطنات المجلس الاقليمي "مسغاف" من الجوانب، اضافة الى منطقة صناعية كبيرة ومجمع للصناعات الحربية وتمنعها من التطور والتوسع العمراني. وتعاني سخنين كغيرها من القرى العربية داخل اسرائيل من ازدحام سكاني شديد بعد ان صودرت اراضيها المحيطة بها وبنيت فوقها المستوطنات. ولم يتبق من أراضي القرية التي كانت مساحتها قبل العام 1948 تبلغ 96 الف دونم سوى تسعة آلاف دونم يقيم عليها 25 الف فلسطيني، فيما يسيطر المجلس الاقليمي "مسغاف" على 183 الف دونم لا يقيم فوقها سوى ثمانية آلاف يهودي. وعمد العرب الفلسطينيون في اسرائيل خلال السنوات الماضية الى تشييد بيوتهم من دون الحصول على تراخيص من السلطات الاسرائيلية لحل الضائقة السكنية التي يعانون منها في ظل منعهم من الحصول على تراخيص للبناء حتى ضمن الپ4 في المئة من الأراضي التي بقيت بأيديهم. ويقول زبيدات انه قرر ان لا ينتظر حتى "تتصدق" عليه السلطات الاسرائيلية برخصة بناء على أرضه الامر الذي لن يحدث على الارجح، مشيراً الى ان اسرائيل احصت اخيراً ما يزيد على 11 الف بيت فلسطيني شيدت بدون الحصول على تراخيص من الدولة مما يهدد هذه البيوت بأوامر الهدم "الجاهزة للخروج من الادراج والتنفيذ عندما تسمح الظروف". ويشير زبيدات الى والده المسن سعيد قائلاً: "لقد أفنى ابي حياته من اجل هذه الأرض ولن ندعهم يأخذونها منا بحجة انه تقع تحت نفوذ مجلس اقليمي اقاموه على باقي ارض القرية". ويعد زبيدات نفسه، بدعم من اهالي مدينة سخنين الذين شكلوا لجنة شعبية للدفاع عن المنزل، لمواجهة خلال ايام مع المجلس الاقليمي مسغاف الذي وجه انذار الاخلاء بعد يوم واحد من اقامة "الكرفان". ويقول "لقد قررت العيش مع طفلتي في هذا الكرفان على أرضي المسجلة في الطابو سجل الأراضي ولن يستطيع احد طردي منها".