أكدت دولة الامارات تحفظها الشديد على خطط اميركية لتغيير الوضع في العراق حملها مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى مارتن أنديك معه في جولة خليجية لكسب تأييد هذه الدول لهذه الخطط. فقد أعرب الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بدولة الامارات الذي التقى انديك ليل الثلثاء - الأربعاء عن "تحفظه الشديد" في شأن ما هو مطروح من خطط وأفكار لتغيير الوضع في العراق. وأكد الشيخ محمد ان اي تغيير سياسي في العراق مفروض من الخارج قد يؤدي الى التقسيم ومن ثم الحرب الاهلية الداخلية التي لا يعرف مداها. واستمع المسؤول الاماراتي من انديك الى وجهة النظر الاميركية حيال الشأن العراقي وما هو مطروح من خطط وأفكار لتغيير الوضع في العراق، وتبادل معه الحديث حول عدد من قضايا الساعة ذات الصلة بتطورات الوضع في المنطقة بما فيها العلاقات الثنائية بين دولة الاماراتوالولاياتالمتحدة. وتقول مصادر ان انديك كان يتوقع هذا الموقف الاماراتي الرافض للخطط التي حملها معه في جولته الخليجية ولفتت في هذا الصدد الى ان المسؤول الأميركي آثر ان لا يرافقه فرانك ريتشياردوني المكلف التعاون مع المعارضة العراقية الى الامارات محطته الاخيرة من هذه الجولة. وكان انديك واضحاً في نقل وجهة النظر الاماراتية فأكد في مؤتمر صحافي عقده في وقت متقدم من ليل الثلثاء ان قادة دولة الامارات ابلغوه موقف الامارات "المعارض" للتدخل من الخارج لتغيير النظام في العراق، مشيراً الى انه "يؤيد وجهة النظر هذه". وأضاف ان دولة الامارات شدّدت على ضرورة تخفيف المعاناة عن الشعب العراقي واحترام وحدة اراضي العراق وسلامتها. واجتمع انديك خلال زيارته للامارات ايضاً مع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية. فيما لم يستقبله رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأمر الذي اعتبر انه اعتراض على مجرد الافكار الاميركية بتغيير الوضع في العراق من الخارج. وحاول انديك في مؤتمره الصحافي ابعاد مهمته عن كسب تأييد الدول الخليجية لخطط اميركية لاطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال ان جولته ركزت على التباحث مع قادة دول المنطقة في سياسة واشنطن الجديدة التي تعتمد على ثلاث ركائز تشمل احتواء العراق لاجباره على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ورفع المعاناة عن شعب العراق وتشديدها على النظام العراقي الى ان ينفذ قرارات مجلس الأمن، وأخيراً العمل على تغيير النظام في بغداد. وأكد انديك ان واشنطن لا تسعى الى فرض نظام من الخارج في بغداد ولكنها ستدعم مجموعات عراقية لتغيير النظام من الداخل مع التشديد على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها. وقال المسؤول الاميركي ان هناك "اجماعاً بين واشنطن وحكومات دول المنطقة على ان الرئيس صدام حسين ما زال يشكل تهديداً لجيرانه وشعبه". ورأى ان الرئيس العراقي "اصبح ضعيفاً ومتهاوياً والفرصة سانحة لتغييره". وشدد على ان واشنطن تؤيد موقف دول المنطقة بأن التغيير في العراق يجب ان يأتي من الداخل. وأضاف: "نحن لا نعتزم الدخول في العراق" لاطاحة صدام حسين. وزاد ان تسمية الولاياتالمتحدة لجماعات المعارضة التي ستدعم مادياً خلق جواً من التناقض، مشيراً الى ان المساعدات ستقدم لهذه المجموعات لتوفير ما تحتاجه من تدريب واتصالات من اجل تغيير النظام من الداخل.