تحية وبعد، لفتني مقال نشر في "الحياة" في الصفحة العاشرة بتاريخ 3 تشرين الثاني نوفمبر الجاري بقلم السيد ماهر الطاهر، أورد فيه عبارة: "وعد بلفور". ومن المؤسف ان هذه العبارة باتت لكثرة تردادها خطأ شائعاً يقع فيه معظم كتابنا. أولاً: اسم الرجل BALFOUR وليس بلفور. وثانياً: ليس هناك أبداً شيء اسمه "وعد بلفور" بل هناك "اعلان بالفور" Balfour Declaration. وهذا "الاعلان" الانكليزي بالذات بدأ في العام 1902 عندما كان آرثر بالفور رئيساً للحكومة البريطانية، وكان الغرض منه منح اليهود وطناً لهم في افريقيا الشرقية... أو في منطقة العريش. وفي العام 1917 في 2/11/1917 توصلت الحكومة الانكليزية إلى اصدار رسالة من وزير خارجيتها آنذاك آرثر بالفور نفسه موجهة إلى اللورد الثري الانكليزي اليهودي روتشيلد بصيغة "إعلان" حمل اسم "إعلان بالفور" الذي حمل عاطفة الحكومة الانكليزية إلى انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويذكر ان الحكومة البريطانية أصدرت هذا الاعلان مكافأة لحاييم وايزمن، الكيميائي المعروف آنذاك، نظراً لمساهماته العلمية في صناعة السلاح اثناء الحرب العالمية الأولى. وهكذا فإن بالفور أصدر "اعلاناً" وليس "وعداً". ويحضرني بهذه المناسبة، خطأ شائع عندنا أيضاً، وربما يكون متعمداً وهو ان كل كتابنا وصحافيينا، وحتى سياسيينا، يرددون هذه الأيام - أيام ما بعد مدريد - عبارة السلام العادل والشامل. أما السلام فنحن من مؤيديه، واما ان يكون شاملاً فهذا مبتغانا، واما ان نقول إنه عادل، فهذا خطأ... فهو سلام الأمر الواقع، وانحسار القوة العربية عن استرداد عدالة قضيتها، انه تسوية سلمية ولكنه لا يمت إلى العدالة بأي صلة. وشكراً لكم والسلام عليكم. القاهرة - فيصل أبو خضرا